في ظل الظروف التي يواجهونها، ووسط ترقّب وقلق، كان أكثر من 60 سائقاً تركياً محتاجين لأن يعيشوا حالة سعادة، وكالعادة «صانع السعادة» الأكبر لدى المواطنين والمقيمين في منطقة تبوك كالعادة، هو أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه-.
أمير منطقة تبوك الذي عرفناه بأبوته، ومودته وعطفه على الجميع، مثلما عرفناه أميراً صارماً قوياً في وجه الشدائد، أسعد عشرات العوائل في تركيا بأن منح لها «إعادة الشمل» مع أفراد لها في المملكة، كتب لهم سموه سداد كامل الغرامات والمخالفات المتأخرة عليهم من حسابه الشخصي لدواع إنسانية، وأمر بالتكفل بإفطارهم في شهر رمضان المبارك في ميناء ضباء حتى يتم ترحيلهم.
تعوَّد أبناء منطقة تبوك والمقيمون على مكرمات الخير التي تصدر عن أميرهم، أمير الإنسانية فهد بن سلطان، ودائماً ما يترقبها الناس هناك في الخطوب والأزمات، لكن هذه المرة صنع أمير تبوك «فرحة رمضانية مسبقة» لأولئك السائقين الأتراك، حينما بشّرهم محمد بن أحمد أبوطقيقة، وهو ما انعكس بهجة عليهم، وشهدناه من خلال مقطع الفيديو المتداول بوضوح من خلال تعبيراتهم ومشاعرهم.
وأنا أؤمن بأن الشعب السعودي بتعدد مناطقه الجميلة ابتهج وفرح بهذه المكرمة، ابتهج لأجل مشاهدة سعادة أشقاء وإخوان لأبناء هذا الوطن تربطهم علاقة الدين، وابتهج كذلك لرؤية إنسانية وأبوة وعطف سمو الأمير فهد بن سلطان وهي تتجسد كالعادة على أرض منطقة تبوك.
فهد بن سلطان أنت إنسان رائع بكل ما في الكلمة من معنى، ولست أجامل صفة الأميرية هنا، فأنت لا يزيدك المدح ولا ينقصك قدرك عدم المدح، لكن حكمي بالقول هذا مبني على قراءات عديدة طوال هذه السنين، فمنذ توليك إمارة منطقة تبوك قبل 34 عاماً وأنت تقتدي بوالدك -الراحل العظيم الأمير سلطان- إلى يومنا هذا، وهذه القراءات العديدة تظهر لمن يتأمل فيها «صفة» عظيمة أعطاك الله إياها، وأسبغها عليك، لتكون في مقابل ذلك نعمة على المحتاج والملهوف.
أمير منطقة تبوك أثبت في مواقف كثيرة، أنك قبل أن تكون أميراً، وقبل أن تكون قائداً ملتزماً بالأنظمة واللوائح، قبل هذا كله، أنت «إنسان» وأنت «السند» وأنت «العون « للمحتاجين.
-فقط- لو أردت تعداد المواقف التي تجلّت فيها «إنسانية أميرنا» فإنه سيصيبني العجز، ولن أقوم بالمبالغة هنا، إذْ أجيب هنا على وجه السرعة ودون الرجوع لأي مصدر أو أخبار سبق نشرها: كم تبرع في دعم أفعال الخير أو مساعدة إنسان محتاج صدر عن هذا الأمير المتميز في إنسانيته! كم عدد الأفراد والأسر المتعففة الذين اشتملهم «قلب فهد»! كم آثر تفقد منطقة تبوك بعد الأمطار والسيول التي شهدتها على صحته بعد قطع رحلته العلاجية!
فرحة عوائل أولئك السائقين الأتراك، فرحة قد لا يشعر بها كثيرون، لكنني متيقن تماماً بأن سمو الأمير فهد بن سلطان يشعر بها، فهو والد الجميع، وبلا شك فإن شكر السائقين المشمولين بتلك المكرمة للأمير فهد، ومشاعرهم وتقديرهم للمبادرة وأميرها، هي المكاسب الجميلة والأثيرة التي حصلت عليها «إنسانية فهد بن سلطان».
تلك الإنسانية هي التي بذرها مؤسس هذا الوطن الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، وسقاها ورعاها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-.
فلله درك يا أخا الجميع وأميرهم!، أنت أبهجتهم جميعاً، وفرحة أميريّتك ببهجتهم أجزم بأن لا حدود لها.
حفظ الله الوطن، وقيادته الرشيدة، ووفق أمراءها للعمل في دروب الخير والعطاء.