عبدالكريم الحمد
قبل يومين احتفل الهلاليون بذكرى تحقيقهم لقب الدوري السعودي للمرة الـ14 في الرابع من مايو لعام 2017 في ملعب استاد الملك فهد الدولي بالرياض في ليلة استمتع فيها جمهوره بترفيه عالي المستوى، اجتمع فيها خماسية تاريخية في مرمى خصمه (النصر)، ثم تتويج مهيب بقدر هيبة الكيان الأزرق ودهاء جهازه الفني وولاء لاعبيه وذكاء إدارته في ذلك الوقت تحت لواء رئيسه الظاهرة وجه السعد (نواف بن سعد).
احتفل الهلاليون بذكرى ليلة استفرد فيها بفريق أشبه باليتيم بلا إدارة في المنصة، وبلا جماهير في المدرج، رغم أن المباراة كانت على أرضه ويفترض أمام جمهوره، إلا أن المتابع الرياضي لم يشاهد تلك الليلة إلا أحد عشر لاعبًا بشعار النصر محاطًا بمدرجات زرقاء، تزينت واستعدت للتتويج، وكتيبة كروية لم ترحم شباكهم بأمر وبإصرار من الأرجنتيني (دياز) الذي استنطق معلق المباراة الإماراتي (فارس عوض) حينها فجعله يقول: «ياخي خاف الله ياخي، وش اللي تسويه يارامون دياز؟!» بعد أن شاهد إصرار الأرجنتيني بتبديلاته وحث لاعبيه على دك مرمى الجار بلا رحمة أو احترام لتاريخه.
ليلة تتويج دوري 2017 لم تكن كافية للهلاليين، بل استغل وجود فريق تُرك وحيدًا في ليلة ظلماء، تحول الهلال فيها لبدر؛ ليخلد نتيجة تاريخية لن ينساها عاقل، ولن يحرفها جاهل؛ لتبقى علامة من علامات التفوق الهلالي على جاره النصر التي لا حصر لها، سواء على صعيد أرقام المواجهات المباشرة أو أرقام النتائج أو أرقام البطولات والبون الشاسع في الصعود للمنصات.
كانت فرحة الهلاليين في تلك الليلة ليست فرحة بالتتويج بالدوري والفوز بخماسية على النصر فقط، بل أيضًا فرحة بالعودة للبطولة المحببة لهم بعد غياب دام 5 أعوام متتالية عن تحقيقها، ثم عاد مجددًا لتكرار فوزه بها في الموسم الذي يليه عام 2018؛ ليتحصل على اللقب للمرة الـ15 في تاريخه، ثم حل وصيفًا في الموسم الماضي، والآن يتصدر ترتيب الموسم الحالي بفارق 6 نقاط عن النصر، قبل تعليق الأنشطة الرياضية للحد من انتشار فيروس كورونا؛ ليثبت للجميع في كل زمان ومكان أنه طرف ثابت في المنصات، لا تلمعه قصاصات أو مجرد أسماء.
قبل الختام
في عرف كرة القدم عندما يتقابل فريقان رياضيان ينصح المدربان اللاعبين بـ«احترام» قوة الخصم كأولى خطوات الفوز، لكن في ليلة التتويج تلك ربما انشغل (دياز) بالتكتيك ونسي النصيحة.