الإنسان بطبيعته كائن اجتماعي يسعى دائما إلى الانتماء والارتباط بالآخرين ويتجنب العزلة الاجتماعية أو البقاء في المنزل والانفصال عن الآخرين. وفي ظل ممارسة التباعد الاجتماعي نتيجة جائحة كورونا بدأ شعور الاشتياق والرغبة في العودة إلى العمل أو المدرسة، وهذا أمر طبيعي بسبب أن في العمل أو المدرسة علاقات اجتماعية وتواصل مع الآخرين.
لقد أقيمت دراسة بواسطة شركة كوالتريكس على 2700 شخص من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وسنغافورة وأستراليا ونيوزيلاندا، حيث أشارت الدراسة إلى أن الأشخاص يعملون في العديد من المجالات المختلفة مثل التعليم والتقنية والمطاعم، وقد تم أخذ رأي الأشخاص بعد العزلة الاجتماعية. حيث أظهرت النتائج أن 75% منهم يشعرون بعزلة اجتماعية بسبب قضاء معظم أوقاتهم في البيت خلال جائحة كورونا.
ومن المثير للاهتمام أنه كلما طالت فترة العزلة الاجتماعية في المنزل زادت الضغوط النفسية، وتشير هذه المعلومات إلى أن هناك شيئا نفقده ولا يمكن الحصول عليه في المنزل وهو التواصل مع الأشخاص وأن نكون جزءا من المجتمع.
لكن بشكل عام، الإنسان لديه القدرة على التأقلم مع كافة ظروف الحياة المختلفة ومنها العزلة الاجتماعية من خلال إحداث تغييرات إيجابية في العادات والأنماط. إن تغيير الروتين يلعب دوراً هاماً في إنشاء الاتزان في يومك وإدارة الوقت بشكل إيجابي من خلال إنجاز عملك عن بعد من المنزل والانخراط في أنشطة إبداعية وقضاء وقت في القراءة وممارسة الرياضة واستغلال التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي بشكل إيجابي. ويقترح عالم النفس وييندي وود على إحداث تغييرات إيجابية من خلال العادات الجيدة بالنسبة لنا، وأنه أثناء العزلة الاجتماعية تتغير الأنماط في الوقت الذي نجد فيه القدرة على التأقلم مع العزلة الاجتماعية.
وختاماً إن البقاء في المنزل والتباعد الاجتماعي هو أفضل حل في ظل الظروف الراهنة وسوف يساعدنا كثيراً بحول الله وقوته على عودة الوضع كما كان طبيعياً ونسعد سوياً بعودة الحياة كما كانت من قبل.