م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1 - التنوير -كما يعرِّفه الفلاسفة- هو «إضاءة العتمة» حتى ترى طريقك فتسير.. كما يرون أن «التنوير» فكر نتيجته النهضة.. وقسموه إلى فكر تنويري وفعل تنويري.
2 - تنوير عموم الناس طلباً للنهضة عملية طويلة وشاقة لذلك هي دائماً بطيئة.. لكن المفكر العربي «مالك بن نبي» تساءل قبل خمسين عاماً: إذا كان جراماً من اليورانيوم يحتاج إلى أربعة آلاف سنة ليتحلَّل في الطبيعة.. لكنه في المختبرات يتحلّل في ثوان.. ألا نستطيع الاقتباس من هؤلاء الكيميائيين واقتفاء منهجياتهم في العمل بهدف تعجيل الحركة الطبيعية لنمو المجتمعات؟
3 - «رؤية المملكة 2030» فعل تنويري.. وسرعة وقوة وشمولية تنفيذ هذا الفعل يجعلنا نرى أن المملكة قد اتبعت المنهج الذي يسرِّع من عملية التنمية.. وتجنبت تركها لطبيعتها أو تحت تحكم ثقافتها فلا تنمو إلا ببطء يعيق التنمية.
4 - قبل خمس سنوات كنا نرى أن تحول المجتمع في أقل من (15) سنة أمر طموح جداً.. وكان بعضنا يطالب بالهدوء والتحول التدريجي حتى لا يُصاب المجتمع بالدوار.. لكن كان لا بد من الإسراع بعجلة التنمية من منطلق أنها حماية استباقية للمجتمع.. إذ إننا يجب أن نتحول من مجتمع ريعي إلى مجتمع إنتاج دون الاعتماد على البترول كمصدر وحيد للدخل.
5 - اليوم وبعد تفشي وباء كورونا.. هل ترون أن (2030) قريبة أم بعيدة؟ من الواضح أنها بعيدة جداً.. وأنه يجب -رغم شكوى البعض- أن نزيد من سرعة وقوة اندفاعنا للتحول.. فنحن أمامنا طريق طويل للنهوض.. وعدم رهن مستقبل المجتمع للصدف والظروف.
6 - الإنجازات الضخمة التي تحققت خلال الأربعة الأعوام الماضية تشير إلى أن السعودية اليوم ليست هي السعودية قبل ذلك.. فالنقلة ليست عالية فقط، بل واسعة أيضاً.. وبعد رؤيتنا لما اجتاح العالم بسبب كورونا.. فهذا يجعلنا نثق في أن رجال دولتنا كانوا يستشرفون أموراً ويعدون لها استباقياً.. كما يجعلنا نعرف أن بعضنا كان في موقع الذي لا يدري أنه لا يدري من خلال مطالبته بإبطاء سرعة عجلة التنمية!