فهد بن جليد
وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية محظوظة جداً بانتشار مفهوم (العمل عن بُعد) وتطبيقه وتجربته ومُمارسته عملياً من مُختلف شرائح المُجتمع في (عصر كورونا)، وهي التي أطلقت مُنذ بداية العام برنامجها المرِن لتجاوز حواجز الزمان والمكان وتوفير فُرص وظيفية (عن بُعد) تناسب حاجة أصحاب الأعمال والباحثين عنه في كافة التخصصات، ثقافة (التعامل عن بُعد) التي نعيشها الآن هي المُحرِّك الحقيقي -برأيي- لاعتماد ونجاح أي برامج (عمل عن بُعد)، وهو ما يحدث الآن وباعتقادي أنَّه سيوفر على الوزارة خطوات كبيرة وطويلة لشرح أهمية الخطوة - بعيدة النظر- والتي كانت بدأت سابقاً بمفهوم (تلي وركينق) وكانت لها مُحاولا ت قديمة لتوظيف النساء تحديداً في بعض المناطق بهذه الطريقة، مُراعاة لظروفهن واحتياجهن للعمل، لكنَّ الأمر تغيَّر تماماً وأصبح المفهوم أكثر نضوجاً بتشكيل فرق عمل من مناطق مختلفة وفي أوقات مُحدَّدة وتجاوز مُعضلة المدينة والمنطقة وأي ظروف وصعوبات أخرى.
إنشاء أقسام جديدة في مُختلف الجهات والإدارات والقطاعات العامة والخاصة لتقديم (الخدمات الموازية) للجمهور والمُستفيدين (عن بعد)، لن يبقى أمراً خيارياً -برأيي-، بل سيصبح حاجة وميزة ضرورية تتنافس مُختلف القطاعات وتتسابق على توفيرها، فلنضرب مثالاً لمُراجعة المريض لطبيب مُتخصِّص في منطقة أخرى (عبر الفيديو)، وكيف يوفر ذلك تكاليف وعناء السفر والإقامة والمُرافق وسيضمن النتيجة اللازمة باختصار الوقت والجهد وربما إرسال (الدواء) عبر البريد، أو إرسال الوصفة عبر الهاتف، وغير هذا أمثله عديدة تُبيِّن أهمية وضرورة العمل عن بعد في حياتنا، كمفهوم حتمي في منظومة العمل، كانت تحتاج وقتاً طويلاً وجهداً مُضاعفاً ليقتنع المُجتمع بفعاليتها وإمكانية تطبيقها، ولكنَّها اليوم حقيقة مُعيشة.
مُجتمعنا بمُختلف شرائحه أصبح جاهزاً ومُستعداً -أكثر من أي وقت مضى- للتعامل والتعاطي مع ثقافة (العمل عن بُعد)، وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية كانت موفقة بإطلاق المُبادرة في وقت مُبكِّر، (الكُرة) الآن في ملعب القطاعين العام والخاص لاستثمار الفُرصة السانحة بالشكل الصحيح، الذي يساهم في التنمية وتسهيل الحياة وتجويدها، ويدعم فُرص توظيف السعوديين واستثمار طاقاتهم.
وعلى دروب الخير نلتقي.