فهد المطيويع
حاليًا لا تحتاج للكثير من الجهد ليعلو شأنك ويصعد نجمك في الإعلام؛ فلا حاجة للشهادة، ولم يعد التخصص إلزامًا، ولم تعد الثقافة من الضروريات بالمعايير الحالية؛ فكل ما تحتاج إليه لتحقق جميع أحلامك الإعلامية هو مهاجمة الهلال، والإسقاط عليه، أو التقليل من إنجازاته؛ لتجد نفسك صاحب شهرة وحضور لافت في سماء الإعلام. والشواهد كثيرة على تكاثرهم في القنوات بوجوه وتوجهات متشابهة (وعد واغلط) باسم الهلال!
معادلة بسيطة، ألغت كل شيء في الإعلام الذي أصبح مهنة من لا مهنة له رغم كل المحاولات.
وبنظرة سريعة على المشهد الإعلامي الحالي، ومقارنته بالأسماء الإعلامية الكبيرة السابقة التي حفرت أسماءها بماء الذهب في الساحة الإعلامية من خلال الجهد والتعب والمعاناة الصعبة؛ ليصلوا إلى ما وصلوا إليه في الإعلام، بالفعل تتحسر على الفارق المهني الكبير لذلك الجيل رغم قلة المتاح، وصعوبة العمل الإعلامي في ذلك الوقت. وقد نستثني بعض الأسماء الجميلة من هذا (الجيل) الذي ما زال يحاول ترسيخ مفهوم الإعلام الحقيقي بكل احترافية. حاليًا المتاح كثير، والفضاء أوسع وأرحب، ولكن العطاء قليل وشحيح، وأقل مما نتمنى بكثير، على اعتبار أن فاقد الشيء لا يعطيه، بعد أن اختلط الحابل بالنابل، وكَثُر أصحاب الباراشوت، وكَثُر معهم الصراخ والضجيج، وقلَّت البركة، خاصة بعد أن تحول الهلال لكل شيء في الإعلام، بل إنه أصبح على رأس قائمة الأولويات في كثير من القنوات، سواء اتفقنا أو اختلفنا؛ فالواقع يقول إن الرهان هو الهلال، ولا تحتاج في الإعلام أكثر من الهلال؛ فاسم الهلال قادر على تسويق الأسماء والمواضيع والبرامج، وفي كل منصات الإعلام؛ لهذا أصبح هدفًا لأكثر المعدين والمقدمين وبعض الضيوف البائسين والمضحكين ممن نذروا أنفسهم لمحاربة الهلال وإنجازاته باسم الشفافية في الإعلام. وعلى هذا الأساس توزع الخصوم في كل البرامج وكل مواقع التواصل معتمدين على جهودهم الذاتية للفوز بعطايا الهلال، ومن باب أنه من جاور السعيد يسعد أكيد، وهكذا دواليك، يجترون الهلال ليل نهار، ويتبادلون الأدوار بحثًا عما يرفعهم ويُسقط الهلال. السؤال: هل هذا هو الإعلام الذي نريد؟ الذي يمكن أن يواكب طموحاتنا، خاصة ونحن مقبلون على الخصخصة والاستثمار الرياضي في كل مكان؟ لا أظن وغالبية الإعلام ما زال يدور في فلك الهلال.
وقفتان
- غرد الجميل عبدالإله السناني، ومضى يبحث عن الحب والصفاء في فضاء الهلال، تلقفه سوء الظن رغم أنه لم يقل أكثر من أنه عاشق للهلال. هو يرى تغريدته مدحًا وتغزلاً في الهلال، وهم يرون أنها في ناديهم هجاء. ما أقبح ترجمة (قوقل)، تغيِّر المعنى كيف تشاء.
- كالعادة جاءت الجزيرة بالخبر اليقين من خلال السيد رهيف علامة عضو لجنة المسابقات السابق في الاتحاد الآسيوي، الذي قال بنشوة الفوز - كثَّر الله خيره - إنه أسهم مع بقية زملائه بجعل التصويت يميل لصالح النصر لتمثيل آسيا في العالمية الأولى أمام فريق جابيليو الياباني. بعد المقابلة اقتنعت بأن الموضوع ترشيح (عاد أنتم بكيفكم). شكرًا صحيفة الجزيرة، شكرًا للسيد رهيف الذي صادق بختم الجودة على هذا الترشيح، (شايلين) معروفك يا سيد رهيف، ولا يصح إلا الصحيح.