قال تعالى: {وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}.
لقد زرع رسول الله صلى الله عليه وسلم في قلوب أصحابه التوكل على الله, في كل الأمور مع أخذ الأسباب, وهي التي يجب على المؤمن أن يتحلى بها في كل زمان ومكان وتحت كل الظروف، ولأن تحقق الإيمان لا يكتمل إلا بالتوكل على الله سبحانه في استجلاب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة كلها، وتوكيل الأمور كلها إليه، وتحقيق الإيمان بأنه لا يعطي ولا يمنع ولا يضر ولا ينفع سواه.
روي الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ناقته فقال: «اعقلها وأتوكل أم أتركها وأتوكل» فقال له النبي صلوات ربي عليه:- «اعقلها وتوكل». ولما أمرنا رسول الله الكريم بالأخذ بالاحتياطات والتزود بالأسباب، كما هو معروف في قصة الرجل الذي سأل النبي، هل يربط ناقته بالحبل ويتوكل على الله، أم يتركها دون رباط ويتوكل على الله، فجاء رد النبي واضحًا له وللأمة درسًا أن يربطها ويتوكل.
فالتوكل الحق أن نضع نصب أعيننا تصرفاتنا بين يدي الله سبحانه فهو المتصرف في جميع الأمور والأفعال مع أخذنا بالحيطة والحذر في جوانب حياتنا اليومية.
وفي زماننا هذا الذي ظهر فيه وباء كورونا، بأن نواجه هذا الوباء بالعزلة والحرص الشديد على المزيد من النظافة والتي هي من كمال الإيمان، والمساهمة في نشر الوعي بمخاطر الإصابة به، مع إحياء الأمل والتآزر بين الأهل والأقارب، وغيرها من أسباب الحماية، للحد من انتشار هذا الوباء، ولاسيما ونحن في شهر الخير والنفحات الإلهية شهر الصيام والقيام وقراءة القرآن وطرق باب الرحمان بالدعاء والتضرع إليه علّها تنكشف الغمة عن البلاد والأمة.
ليس لنا من الأمر من شيء، سوى الالتزام والوقوف مع الأوامر والاحترازات التي أوصت بها حكومتنا الرشيدة، والأخذ بها عبر وزارة الصحة من توصيات للحد من خطورة الوباء والأخذ بها تحت شعار (كلنا مسؤول)، فلهم منّا السمع والطاعة.
إن التوكل على الله في كل الأمور وفي جميع الأزمنة هو السد المنيع عند نزول البلاء والاختبارات للمؤمن ومنها الإصابة بالأمراض، ومقابلة الأعداء، فالتوكل هو الشعاع الذي يضيء الطريق أمام من يتوكل عليه حق توكله عند انقطاع الأمل والأسباب. {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا}.
** **
drebakhsh@hotmail.com