فضل بن سعد البوعينين
اعتقادات خاطئة عن الثروات السعودية يتم نشرها بين الفينة والأخرى في الإعلام الغربي والعربي، ويتم ترويجها محليًّا، وتضمينها بعض الدراسات والبحوث ذات الطابع الاستخباراتي، وكأنها حقائق مثبتة.
حبا الله المملكة بمساحة شاسعة من الأرض، ومخزون ضخم من الثروات النفطية والتعدينية، توزعت بين المناطق والمحافظات، وفق منظومة تكاملية، شكَّلت فيما بينها عصب الاقتصاد والوحدة والانتماء الوطني.
وتشير المعلومات الأولية إلى أن قيمة المخزون الجيولوجي من المعادن في المملكة تجاوز 5 تريليونات ريال موزعة في كل من مناطق الرياض ومكة المكرمة والمدينة المنورة وعسير وحائل ونجران. وسيسهم توزيع مواقع الاحتياطي التعديني على مناطق المملكة في تعزيز منظومة الثروات الاقتصادية، بما فيها حقول النفط والغاز المنتشرة في الأحساء، بقيق، السفانية، الخفجي، الربع الخالي، الرياض (خريص)، الحوطة، الخرسانية الجبيل، والقطيف، وبما يفضح الإعلام الغربي الموجَّه الذي يسعى لربط ثروات المملكة بمحافظة واحدة، ثم إسقاطها على المنطقة متجاوزًا المحافظات والمناطق الأخرى المترابطة والمتداخلة فيما بينها؛ لأهداف استخباراتية صرفة.
ربط حقول النفط المنتشرة في الشرقية بمحافظة القطيف، والإيحاء بأن المنطقة بمحافظاتها المتعددة والمتنوعة، وامتدادها الطولي الذي يمتد مسافة 1200 كلم، وبمساحة 77850 كلم، هي القطيف، من المعلومات غير الصحيحة التي يقاتل الإعلام الغربي لترسيخها في العقول، من خلال رسائل إعلامية موجهة، متجاهلين امتدادها الطبيعي لنجد، وصحراء الربع الخالي، ومناطق أخرى غنية بالنفط والغاز، بل حتى في الشرقية ترتبط الحقول الأكثر غنى وإنتاجًا بمحافظات أخرى.
ولتقريب الصورة يقع حقل الغوار (أكبر حقل في العالم) في منطقة صحراوية ممتدة من الأحساء إلى الرياض. أما حقل شيبة الذي ينتج مليون برميل يوميًّا فيقع في صحراء الربع الخالي. ويقع حقل الحوطة جنوب مدينة الرياض التي تحتضن حقل خريص، كما يقع حقل الخفجي في المنطقة المقسومة بين الكويت والسعودية، وليس بعيدًا عنه من الشمال حقل السفانية الضخم، والجبيل، وحقل مرجان البحري.
أكثر من 95 % من النفط السعودي ينتج من خارج محافظة القطيف، وهو ما يغفله الإعلام الغربي عن عمد؛ لذا فخارطة حقول النفط والغاز، وأضخمها على وجه الخصوص، منتشرة في محافظات الشرقية. القطيف من محافظات المملكة الغالية، ولا تختلف عن محافظات الشرقية في شيء، إلا أن محاولة إقصاء المحافظات الغنية بالنفط والغاز لأهداف استخباراتية صرفة أمر غير مقبول، ولا يمت للواقع بصلة، وهدفه غرس بذور الفتنة والانقسام. والأمر المبهج أن إخواننا في القطيف يعلمون خبث الإعلام الغربي واستراتيجيته الموجهة لأهداف تخريبية واستخباراتية ضد الوحدة والانتماء الوطني، ومنهم مَن واجه الإعلام الغربي بضراوة.
أينما وجدت حقول النفط والغاز فهي ضمن الحدود السعودية، وتحت مظلة قيادتها؛ لذا لا يمكن القبول بالحديث عنها وكأنها في مناطق منعزلة عن كيان الدولة بهدف تكريس مفهوم المناطقية التي قامت المملكة على محاربتها إيمانًا بوحدة الدولة، والانتماء الوطني.
وقف الملك عبدالعزيز -رحمه الله- خلف صناعة النفط السعودية، التي لم تكن لترى النور لولا الله أولاً، ثم توحيده المملكة وحماية أراضيها وثرواتها النفطية. حكمة الملك عبدالعزيز في تعامله مع القوى العظمى، وتعزيزه وحدة الوطن، جنبت المملكة خسارة أراضيها النفطية لمصلحة دول أخرى.
من نِعم الله على المملكة توزُّع ثرواتها الطبيعية، وأهمها النفط، على مساحات شاسعة ومحافظات مختلفة، منها الأحساء، الربع الخالي، السفانية، الخفجي، الخرسانية، الجبيل، القطيف، الرياض والحوطة. وهناك مناطق غنية بالغاز والنفط في شمال وغرب ووسط المملكة، لم يتم تطويرها بعد، ستسهم مستقبلاً في تعزيز مكانة المملكة في مجال الطاقة.