رجاء العتيبي
لا جديد لافتاً في دراما رمضان لهذا العام 2020, كثير منها يتكئ على الفكرة أكثر مما يتكئ على سيناريو مكتمل الأركان, والفكرة التي يناقشونها مجردة من أي (إطار) يضعها بصورة مغايرة, بمعنى حتى الفكرة جاءت مباشرة, فما الجديد في عائلة ترث ملايين من أبيهم المتوفى, فكرة مجردة من أي إطار، أو إسقاط أو ربطها بعلاقات أخرى.
وهناك أفكار تتكئ على التاريخ واستعادة الذكريات, وهناك أفكار تتكئ على ملامسة الحياة الاجتماعية زواج وطلاق وعمل وبطالة وألعاب إلكترونية وقضايا سياسية, وعندما نمعن النظر فيها نجدها (تلعب على وتر العاطفة) ليس غير.
لا أظن ملامسة العواطف ستأتي بنتيجة إذا ما عرفنا أن المشاهد بات أكثر وعياً من السابق, مشاهد يحضر وفي ذهنه نماذج عليا من الأعمال الدرامية تمثِّل مقياساً يقيس به غيرها من الأعمال, ويمكن من خلالها أن يحكم ويتخذ قراراً بالقبول أو الرفض.
وجاءت وسائل التواصل الاجتماعي لتعطيه الفرصة ليعبّر عن رأيه بكل حرية وفي أي وقت ومتى رغب, ما يؤكد أن وعي الجمهور درامياً أعلى بكثير من مؤسسات الإنتاج الفني.
السيناريو يظل أزمة متكررة لا ندري متى تنفرج, المتوقع أن تظل مستمرة للعقد القادم, ومع الجيل الجديد نؤمل أن يحدثوا انفراجة ولو صغيرة الأهم نشعر ولو بقليل من الأمل.
أما تجميع الممثلين المعروفين في عمل واحد بدون (تكامل) فهذا أزمة إنتاجية أكثر من كونها أزمة نص, لأن المنتج يفرضها رغبة في استمالة المشاهدين, هذا الحشد يعطي نتائج عكسية, تظهر بوضوح عندما ينتهي المنتج من (مونتاج العمل الدرامي كاملاً). في هذه المرحلة لا يهم متى تتصدر الدراما السعودية المشهد العربي, علينا أن نرتب الأمور أولاً, في البداية إصلاح بيئة الدراما، والبيئة تشمل الأنظمة والقوانين والمعايير ثم تأسيس أنظمة استجابة للمبدعين في عالم الدراما على مستوى الإنتاج والتمثيل والإخراج والأطقم الفنية والتأهيل الأكاديمي محلياً وخارجياً. نحتاج لفرق عمل تتولى التطوير، تملك قراراً ومالاً ووقتاً, حتى تكون قادرة على تحقيق الأهداف من دون حرق مراحل. وإعادة بناء الهيكل الإداري الذي يعمد المنتجين, وتحديداً في التلفزيون السعودي, ثم محاسبة أي قرار لا يكون صائباً منها. من المسؤول عن الأعمال التي تثبث فشلها؟ أثناء عرضها الفعلي على شاشة القناة؟