كثيراً ما نسمع بأن مفهوم السعادة يتعلَّق بأشياء ملموسة لا بد من اقتنائها لكي نحصل على السعادة التي نتمناها. وكثير من الناس لا يدرك أن هذا النوع من السعادة هو مجرد شعور مؤقت يأتي عندما نقتني بعض الأشياء التي نرغب فيها ومع الوقت تزول سعادتها ويزول معها الاهتمام.
ولكن في الواقع، فإن السعادة تتكون من ثلاثة قوانين فقط، فإن تمت معالجتها وتطبيقها، فإن المرء سيحظى بسعادة لا متناهية وسيشعر بجمال كل كلمة تُقال وكل فعل يقام به. فالقانون الأول هو التواصل الدائم مع الله سبحانه وتعالى: {أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}، فإن جعلنا خالقنا بين أعيننا في كل سراء وضراء وفي كل عمل، ستتشبع أرواحنا بالطمأنينة بأن الله سبحانه وتعالى كان وسيكون معنا في جميع الأوقات. والطمأنينة تجلب الراحة، والراحة تجلب السعادة التي حينها فقط سنستشعر بأن كل شيء على ما يرام.
والقانون الثاني هو السلام الداخلي. والذي بدوره نقوم بتصفية أنفسنا من الداخل ونمحو كل ما يتعلَّق بالحسد والغيبة والنميمة والبغضاء وكل ما فيه من شر تجاه غيرنا. فعملنا ونوايانا هي مرآة حياتنا التي نعيشها، فلذلك يجب علينا أولاً أن نعيد ترتيب أولوياتنا من الداخل ونتمى لغيرنا ما نتمناه لأنفسنا حتى لو لم نحصل عليه.
وهنا يأتي دور القانون الأخير ألا وهو سعادة غيرنا ومعناها هنا بأن تسعد غيرك كما تحب أن تسعد نفسك. والجميل أن هذا النوع من السعادة لا ينحصر على مادة معينة من قول أو عمل، وإنما يمكن التعبير عنه بأشكال عديدة من ضمنها القول الحسن، الابتسامة، العطاء بالوقت والجهد - ليس فقط بالمال- والدعاء أيضاً. فجميع هذه الأفعال المذكورة لها تأثير إيجابي وسعادة لا يمكن وصفها سواء على الصعيد النفسي أو الروحي غير أن هذا النوع من السعادة يكون دائمًا ويظل في ذاكرة الآخرين. لذا فإن طبيعتنا البشرية تحب نشر واستقبال أي نوع من السعادة سواء بالقول أو العمل، حيث إنها تعكس تصرفاتنا وتعاملنا اليومي مع غيرنا، فإن حصلنا على أي نوع من السعادة فإننا سنقوم بنشرها لغيرنا ابتداءً من العائلة والأصدقاء والمحيط أجمع. فلك أن تتخيل إذا انتشرت السعادة بين أفراد مجتمعنا، فكيف سيكون تعاملنا مع أنفسنا أولاً وكيف سنكون مع غيرنا؟