مع انتشار فيروس كورونا (كوفيد- 19) المرعب في الصين، تألمنا لحالهم، وما هي إلا أسابيع واجتاح هذا الوباء دول العالم أجمع، وبث الرعب والخوف في قلوب الجميع، وعجزت العديد من الدول في الحد من انتشاره أو إيجاد علاج مرضى الفيروس الذين تجاوز عدد ضحاياه الآلاف وما زال العدد في ازدياد.
كانت دولتي الحبيبة آنذاك تأخذ احتياطاتها الصحية والأمنية والوقائية، وما هي إلا أسابيع حتى أصيب عدد من المواطنين السعوديين في الخارج والداخل بالفيروس من جراء تواجدهم في بعض البلاد الموبوءة، عملت وزارة الصحة جاهدة بكل طواقمها الطبية المؤهلة والمدربة ليل نهار على قدم وساق في القيام بالتوعية الصحية وعمل الفحوصات اللازمة لمن لديه أي من أعراض الفيروس للكشف عن المصابين أو الحاملين للفيروس ومخالطيهم، كما استخدمت أسلوب العزل والحجر الصحي لمنع انتشاره، ووضعت القوانين والأنظمة الأمنية الاحترازية واتخذت التدابير اللازمة للحفاظ على صحة المواطنين وسلامتهم والحد من انتشار الفيروس.
كورونا أخاف العالم وهو لا يُرى بالعين المجردة.
وبفضل من الله أن مَنَّ علينا بأب لا يتخلى عن المسؤولية ملكنا القائد الحكيم وولي عهده ومعاونيه وحكومتنا الرشيدة ممثلة في وزارة الصحة وبالتنسيق مع باقي الوزارت، حيث وضعت خططها الاستباقية الاحترازية والتنفيذية.
وبدأت جميع الجهات والقطاعات والمواطنين في تنفيذ الأوامر الملكية باتباع كل الإجراءات الاحترازية والوقائية للحد من انتشار الفيروس والقضاء عليه، وذلك حفاظاً على سلامة المواطنين والمقيمين فيها.
حيث قامت بحصر الحالات المصابة والحاملة للفيروس، واتخذت بعض القرارات ومنها:
- إيقاف الجمع والجماعات في المساجد.
- إغلاق الحدود مع الدول الموبوءة وتعليق الرحلات الدولية لمدة أسبوعين.
- إغلاق جميع الأسواق والمراكز التجارية وأماكن التجمعات والمناسبات، وصوالين التجميل والمطاعم والكافيهات، واقتصار الخدمة فيها على الطلبات الخارجية فقط.
- إغلاق المدارس والكليات والجامعات واعتماد الدراسة عن بُعد.
هذا، وقد سعت الدولة على عودة العديد من المبتعثين في الخارج واهتمت القنصليات السعودية بمن لم يتمكنوا من العودة لبلادهم بسبب إغلاق الحدود الجوية وبعض الحدود البرية بين الدول وكل شركات الطيران، ووفرت لهم السكن الآمن وجميع احتياجاتهم وقدمت لهم كل الدعم.
- تعليق العمل الحكومي والخاص وقد باشرت العديد من القطاعات أعمالها عن بُعد، باستثناء القطاعات الصحية والأمنية والعسكرية والبنوك والمؤسسات الغذائية وبعض قطاعات الخدمة.
- تعزيز التعاملات الإلكترونية وتفعيل منصات تقديم الخدمات الإلكترونية عن بُعد، في القطاعات الخدمية بالجهات الحكومية والخاصة واعتماد التعاملات التجارية والتواصل مع الشركات عن طريق الهاتف أو إلكترونياً.
واتخذت الدولة العديد من القرارات المهمة.
حيث صدر أمر ملكي بحظر التجول في بعض المدن، ووضعت العقوبات اللازمة لردع المخالفين.
التزم الكثير بالتنفيذ -ولله الحمد- وكانت الجهات الأمنية تباشر تنفيذ القرار وتطبيق العقوبات المنصوص عليها على المخالفين حفاظاً على سلامة المواطنين والمقيمين.
قام أبناء هذا الوطن بمبادرة جميلة حيث كانت هناك دعوة قام بها النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي من المواطنين والمقيمين في جميع أنحاء المملكة بترديد النشيد الوطني في الساعة الثامنة مساء من نوافذ المنازل تقديراً للجهود المبذولة من حكومتنا الرشيدة وكل العاملين في جميع القطاعات، ولقد لاقت تجاوباً كبيراً من مختلف شرائح المجتمع، والأجمل أن تستمع لأصداء ذلك الأداء الرائع الذي تداولته مختلف وسائل التواصل الاجتماعي.
كانت جملة عبارة ((خليك في البيت)) تتردد على مسامعنا وتظهر أمامنا في جميع الوسائل المسموعة والمرئية.
كانت تلك الجملة هي مشاركتنا للحد من انتشار الفيروس، سمعاً وطاعة لك والدي.
لم نشعر - ولله الحمد - خلال هذه الفترة بعجز في السلع الاستهلاكية ولا الخدمات الصحية كبعض الدول.
كانت جميع القطاعات تقدم خدماتها بكل الطرق الملائمة وتؤدي واجبها على أكمل وجه.
أظهر الجميع مدى الوعي والمسؤولية لديهم كشعب سعودي واعٍ ومسؤول بطاعة ولي الأمر وتنفيذ القرارات درءًا للمفاسد.
جهد كبير مبذول من كل القطاعات يداً بيد من أجل سلامة الجميع والحد من انتشار الفيروس.
وقفت المملكة مع شعبها والمتضررين من القطاع الخاص وأصحاب الدخل المحدود وقفة شموخ.. هذه أنت يا مملكتي... مملكة العز والكرامة احتواء وعطاء بلا حدود.
فعندما نسمع (الإنسان أولًا) من الملك سلمان الإنسان ليس ذلك بالغريب فهذا ما اعتدناه.
وقد صدر أمر ملكي بالعلاج المجاني لمصابي كورونا من المواطنين والمقيمين وحتى مخالفي نظام الإقامة يشملهم القرار.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يكشف الغمة عن الأمة الإسلامية. وأن نستقبل شهر رمضان الكريم ونحظى بصيامه وقيامه والاجتماع مع الأهل والأحبة.
أكثروا من الأعمال الصالحة وقراءة القرآن والذكر والصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم، واسألوا الله أن يصرف عنّا البلاء.