وطن أثار إعجاب العالم بخطواته الواثقة، وأقرت المنظمات العالمية المختصة بأفضليته في التعامل مع الأزمة، وتجاوز دول العالم الأول في مواقفه! ماذا نتوقع أن تكون ردة فعل أبنائه؟
لا شك أن المواطن السعودي على وجه الخصوص وكل منصف، قد تجاوز الفخر إلى المباهاة وهو يطرب سمعه بكل مفردة تصدر عن منظمة أو مؤسسة عالمية لا تخضع سلطتها للمملكة العربية السعودية!
هذا هو واقع شعور كل مواطن ومقيم على أرض هذا الوطن الاستثناء.
لقد جاءت أزمة فايروس كورونا المستجد العالمية لتقول لنا الكثير، فرغم ما حملته من أبعاد مأساوية إلا أنها كشفت فيما كشفت صلابة الأرض التي نقف عليها في بلادنا.
الخطط الجادة التي انتهجتها أجهزة الدولة للتعامل مع الحدث مدعومة بإرادة القيادة العليا للبلاد بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين جعلت المواطن يزداد إيمانًا مع إيمانه أننا لسنا في مهب ريح شعارات براقة لا أساس لها، ولا نعيش تحت تأثير غشاوة إعلامية فارغة
لقد لقي التمدد المنهجي لهذه الخطط التي انطلقت على مستوى الوطن أرضًا خصبة وتهيأوا مسبقًا تتنافس فيه مناطق المملكة في مسار متناغم مع الرؤية العليا لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين التي تراعي طمأنة المجتمع من خلال خطوات علمية عملية، ففي منطقة القصيم كان للنظرة الاستشرافية لصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز أمير المنطقة، الفضل بعد فضل الله في كون المنطقة تسبق الحدث بأكثر من خطوة في مناسبات عديدة، لذا تم التعامل مع أزمة فايروس كورونا الطارئة باحترافية عالية من خلال قيام كافة الجهات الحكومية بأدوارها، وتسخير إمكاناتها لخدمة المواطن والمقيم، الوقائية منها والعلاجية على حد سواء.
ولأن الحدث استثنائي فقد جاءت المبادرات من قبل جميع الشرائح والفئات، كل فيما يخصه للمساهمة في التعاطي مع هذا الحدث.
رجال الأعمال، الذين يمثلون شريحة مهمة ورئيسة ضمن المكون البشري لهذا الوطن استشعروا مسؤوليتهم أيضًا، فجاءت مبادراتهم استجابة للنداء الضمني الذي يفرضه الظرف.
وحيث تفاوتت مبادرات رجال الأعمال، فقد جاءت المبادرة الشخصية لرجل الأعمال عبدالعزيز بن عبدالله الحميد رئيس مجلس الغرفة التجارية الصناعية بمنطقة القصيم (مبادرة غرفة القصيم للتوعية والإيواء) التي حظيت بمباركة ودعم سمو أمير المنطقة مبادرة نوعية، امتازت باتجاهها مباشرة للجانب العملي بعيدًا عن التنظير المعوق، فهي مبادرة مجتمعية موجهة لمجتمع المنطقة، تقدم من خلالها الخدمات التوعوية والتثقيفية والصحية للتعامل مع انتشار فايروس كورونا، كما تقدم خدمات الإيواء الصحي للمستهدفين بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة على مستوى منطقة القصيم متخذة من مدينة بريدة مركزًا لهذه الخدمات، باعتبارها مقر الحكم الإداري وكذلك الأكثر كثافة سكانية.
هذه المبادرة جاءت حافلة بالعديد من المضامين والدلالات.
فهي مبادرة استباقية تستحضر الأسوأ لا قدر الله، لتكون المنطقة على أهبة الاستعداد للتعامل الفوري مع الطارئ، الذي يمثل فيه الوقت عاملاً رئيسًا!
ثم إن المبادرة جاءت شمولية في أهدافها فهي تقدم خدمة الإيواء الصحي للمستفيدين من خلال توفير (700 سرير) للإيواء الصحي قابلة للزيادة حسب الاحتياج، كما أمنت المبادرة أجهزة وأدوات طبية للتجمع الطبي بمنطقة القصيم بمبلغ مليون ومائة ألف ريال، وقد أسهمت المبادرة في إنجاز موقع مراقبة قياس أداء الأقسام الحرجة في مستشفى الولادة والأطفال في بريدة بمبلغ خمسين ألف ريال إضافة إلى تأمين أجهزة طبية لمستشفى الملك فهد التخصصي بمبلغ مائة وسبعة وخمسين ألف ريال، وكذلك دعم بعض الجمعيات الخيرية بالسلال والمواد الغذائية.
هذا يمثل جانبًا من البعد المادي للمبادرة التي يرعاها أمير ويسندها عاشق يشعر أنه مدين مهما قدم!
كما اشتملت المبادرة على شق توعوية ووقائي يسند الجانب الإجراءات الطبية ويتكامل معها بكلفة تجاوزت مئتي ألف ريال، ولقد لقيت هذه المبادرة من مجتمع مدينة بريدة ومنطقة القصيم عمومًا احتفاءً وتفاعلاً يوازي الجهود الكبيرة المبذولة لتحقيقها.
ولأن هذه المبادرة انبثقت لتكون واقعًا ملموسًا، فقد قطعت شوطًا كبيرًا على مستوى التنفيذ وبدأت في تحقيق الكثير من غاياتها.
إن هذه المبادرة الحضارية التي جاءت تحت مسمى عام واتخذت (وطننا يستحق) شعارًا لها، قد توفر لها مقومات النجاح، فهي تتم بإشراف ومتابعة وتذليل للمعوقات والتحديات من قبل صاحب السمو الملكي أمير المنطقة، ودعم مالي سخي من قبل رئيس مجلس الغرفة التجارية بالقصيم، ثم إدارة فاعلة واعية تتغيا الأهداف مباشرة، بقيادة أمين عام الغرفة التجارية بالقصيم محمد بن عبدالكريم الحنايا، لتعكس الحس الوطني في أبهى صوره لدى المواطن السعودي حيث كان موقعه، وتكشف استعداده لتلبية النداء.
لقد أكَّدت لنا هذه الأزمة المؤكد، حيث أصالة المواطن السعودي وأنه الرقم الأهم في ميدان الرهان الوطني! لذا فإن المتأمل في هذه النازلة العالمية وما أفرزته من مواقف على المستوى الرسمي والشعبي في المملكة العربية السعودية يكاد يقول: جزى الله الشدائد كل خير. أما نحن فلن تكتفي بالشكر والامتنان، بل نقول لله دركم حيث منحتمونا نموذجًا عمليًا - ضمن نماذج عملية عديدة على مستوى الوطن - وبرهنتم أن المواطنة ممارسة على أرض الواقع تترجم العشق لهذا البلد الذي سيظل مصدر فخر على مدى التاريخ!