د.عبدالعزيز الجار الله
دخلت إيران في منهجية حرق المراحل السريع، بعد أن خاضت فترة سياسية وفكرية واجتماعية صعبة جدًا، فقد كان البدء عام 1979م حين أطاحت بالشاه:
- المرحلة الأولى تصدير الثورة الخمينية إلى غرب ووسط آسيا.
- المرحلة الثانية احتلال العراق عسكريًا وتعديل الحدود الغربية.
- مرحلة بناء الميليشيات العسكرية في الدول العربية وآسيا الوسطى ومنها منظمات حزب الله.مرحلة تصدير المذهب الشيعي إلى الخليج العربي، ونشر التشيع في شرق آسيا وأفريقيا.
- مرحلة السيطرة السياسية على الحكومات العربية عبر أحزاب سياسية شيعية أو موالية لإيران بعد الربيع العربي.
- مرحلة إنشاء الحشد الشعبي في العراق وسورية واليمن ولبنان في هذه الدول للحرب بالنيابة عن إيران.
- مرحلة الدولة النووية لتكون دولة نووية كبرى في منطقة الشرق الأوسط ووسط آسيا.
والآن تعيش إيران مرحلة الواقع الممزق وهي الأصعب بعد أن أحرقت جميع مراحلها الأولى، حيث فشلت في تصدير الثورة للمنطقة، واحتلال العراق عسكريًا، وتعديل الحدود، ونشر المذهب الشيعي، حتى أنها فشلت مؤخرًا باستثمار أزمة كورونا (كوفيد- 19) في إسقاط العقوبات الدولية وفك الحصار الاقتصادي، وتقف حاليًا على مشارف مرحلة صعبة تحاول إقناع من حولها من دول وأحزاب وجماعات بمشروع شيعية المذهب والدولة، لتجد نفسها أيضًا محاصرة من شعبها في الداخل ومن دول العالم تعيش على التهريب عبر العراق وتركيا.
حاولت إيران كثيرًا أن تكون اللاعب الرئيس في المنطقة، وأنها الزعيم السابق للأمة الفارسية، والقائد التقليدي للجماعات الشيعية، لكنها خسرت في الداخل في إقناع تركيبتها السكانية، وهي خليط من الفرس والأكراد والأذاريين والبلوش والعرب الأهواز لتكون دولة فارسية صرفة خالصة لفارس، أو حتى إيران التي اختارته لنفسها في منتصف القرن العشرين الماضي قد لا تستطيع الاحتفاظ به، لأنها معرضة لثورة القوميات التي تطوق هضبة فارس.