عمر إبراهيم الرشيد
من أهم عوامل قوة الجبهة الداخلية وتماسك البناء الاجتماعي والأمني، التواصل الفعَّال ما بين القطاعات الأمنية وأفراد المجتمع بكل فئاته. والتواصل الفعَّال يشمل حملات التوعية الأمنية والمشاركة في مختلف الفعاليات وكل ما من شأنه رفع الوعي والحس الاجتماعي الأمني، ومن ناحية المجتمع فإن على أفراده وفئاته إكمال دور رجال الأمن بحسن اتباع الأنظمة والتعاون مع كل القطاعات الأمنية كل بحسب موقعه واستطاعته. نحن نتعامل مع رجال الأمن في حياتنا اليومية وبشكل متفاوت وحسب الظروف والأحوال، فالدوريات الأمنية والمرورية من طبيعة عملها التعامل المباشر مع الجمهور في الميادين والشوارع والأماكن العامة في المدن والبلدات على امتداد المملكة، بل وفي كل بلد وهذا هو صلب عملها. إنما هناك قطاع أمني حساس ويتعامل مع الجمهور والممتلكات العامة والخاصة ويغيب عن كثيرين ربما حجم العمل الذي يقدّمه وثقل المسؤولية على عاتق قادته وأفراده، ذلكم هو الدفاع المدني الذي نعرف اسمه ولكننا قد لا ندرك حجم عمله ودوره في إنقاذ الأرواح والممتلكات إلا عندما يحدث لنا أو لأقربائنا ومعارفنا حادث أو حريق حماكم الله شر كل حادث، سواء في وقت السلم أو الأزمات أو الحروب أبعدنا الله عنها. في هذا الشهر الفضيل واستمراراً لرسالة هذا القطاع الحيوي، أطلقت المديرية العامة للدفاع المدني حملة بعنوان # سلامتك - بمنزلك - غايتنا، وحقيقة ولست هنا في وارد مجاملة أو تزلّف فشهادتي ليسوا بحاجتها، إنما أقول إنها حملة نوعية وجديدة في أسلوبها وشمولها وتوجه رسائلها إلى كافة أفراد العائلة، بل والعاملين في المنزل. وتتنوَّع رسائل الحملة وتشمل كافة الأنشطة وأنحاء المنزل ومن فيه، فمن التحذير من الأرضيات المبلولة إلى عدم ترك الأجهزة تعمل وقت النوم، إلى استخدام الوصلات والأجهزة المضمونة والآمنة، بل وحتى الاستخدام الأمثل لجهاز التسخين مثلاً (الميكرويف) وغيره. وهذه وغيرها من الإرشادات إنما هي من مسؤوليتنا كعوائل وأفراد وعاملين في كل مكان صغير أو كبير، واتباعها يساعد على الحفاظ على الممتلكات والأرواح بمشيئة الله تعالى، فنكمل بذلك مهمة هذا القطاع العزيز والحيوي، ضمن القطاعات الأمنية لهذا البلد المعطاء. وربما يظن البعض أن هذا القطاع تنحصر مهمته في الإنقاذ من الحرائق والحوادث على اختلافها، إنما دوره يشمل التوعية وإصدار أنظمة الحماية في المنشآت وحملات التوعية الاجتماعيةفئات المجتمع. وهنا أتمنى على القراء الكرام الاطلاع على حساب المديرية العامة للدفاع المدني من خلال القنوات الإلكترونية وحملتها المتميّزة إخراجاً وشمولاً، بل ووضوحاً وسهولةً في التناول والطرح لكافة الأعمار والفئات، وحقيقة وجدت أنا شخصياً معلومات كنت غافلاً عنها رغم أنها من صميم قواعد السلامة ونبّهت زوجتي وأبنائي لاتباعها ومراعاتها. مثمناً المهنية في حسن التواصل معنا ككتَّاب رأي من قِبل مدير العلاقات العامة والإعلام والمتحدث الرسمي للدفاع المدني العميد عبد الله الحارثي، والنقيب محمد العتيبي؛ وذلك بحسن توجيه إدارتهم لهذه الحملة في هذا الشهر الفضيل، وأيضاً خلال بقاء الأسر في منازلهم امتثالاً للتعليمات وللوقاية من تداعيات جائحة كورونا عافانا الله وإياكم منها ومن جميع الأوبئة. وما هذا المقال الصغير إلا مساهمة متواضعة وكأقل الواجب لهذا القطاع العزيز علينا، قوة حماية الأنفس والممتلكات والاقتصاد، الدفاع المدني، وتقبل الله صيامكم.