إيمان حمود الشمري
على مدرج الفائزين الثلاثة في رسم كاريكاتيري، انتشر خلال أزمة وباء كورونا، تم تكريم الطبيب ورجل الأمن، وبقي المدرج الثالث شاغرًا.
هل كان يحتاج الفائز الثالث إلى كل هذا الوقت للتفكير في منحه مكانًا على المدرج الثلاثي؟
لا يمكن أن نقلل من دور الإعلام ورجل الإعلام في نقل مشهد وباء كورونا؛ إذ كان له دور بارز في تغطية الأخبار والتصريحات والإحصائيات والمقابلات الشخصية، وإجراء الحوارات مع ذوي الاختصاص لطمأنة المشاهد، ووضعه في الصورة فيما يحدث من حوله، عوضًا عن التعليمات للوقاية من الوباء على شكل مخططات تعليمية ورسومات بيانية، وغيرها من الوسائل التوضيحية التي تقرب للمشاهد فكرة المرض، وكيفية الوقاية منه.
ومن غير العدل تجاهل أدوار المراسلين ووجودهم في الدول الموبوءة التي فقدت السيطرة، ولم تُحكم قبضتها على المرض، مع تعريض حياتهم للخطر في سبيل نقل الحدث من قلب الحدث. حتمًا إن دورهم لا يقل أهمية، ولا يقل بطولة عن دور الأطباء ورجال الأمن في التفاعل مع هذا الوباء القاتل. يبذل الإعلام جهدًا جبارًا في التوعية ابتداء من الإعلام المرئي مستعينًا بأرقام وإحصائيات دقيقة لإعداد التقارير، وإخراج المشاهد التوضيحية، وإعداد الأسئلة والتنسيق مع الضيوف، واختيار الأشخاص المناسبين للتحدث.. وكل ذلك يتم ببحث دقيق وجهد جبار لإشباع شغف المتابع بآخر تطورات ذلك الوباء الذي عطّل حياة البشرية، وانتهاء بالصحافة الورقية التي اجتهد كُتابها في تسليط الضوء على أزمة كورونا في أكثر من زاوية، تتناول الموضوع من جوانب عدة لإثراء القارئ العربي.
مئات الصور والمشاهد المؤثرة التي تناقلتها وسائل التواصل لطبيب أو رجل أمن، كان وراءها كاميرات إعلامية لم تغفل؟
يجب أن نكفكف دموع السلطة الرابعة بإدراجها على مدرج البطولة؛ لأنها تستحق ذلك؛ فهي من ينقل لنا دور الطبيب، ودور رجل الأمن، ودونها ستكون أدوارهم وجهودهم محجوبة عن العالم. كان يجب أن يكتمل المدرج الثلاثي منذ بداية النشر على مواقع التواصل الاجتماعي دون لفت نظر لمدى أهمية دور الإعلام.
سلسلة محاصرة الوباء لا يمكن أن تكتمل دون أن تكتمل ركائز التوعوية، وكل منهم يلعب دورًا فاعلاً ومؤثرًا في مجاله؛ فكل التحية للسلطة الرابعة، وكل الشكر لرجال الإعلام في هذا النقل الحي اليومي الذي يجعلنا نعيش الحدث لحظة بلحظة، ويعطينا يوميًّا جرعة توعوية مرئية لآخر التطورات. كنتم وما زلتم أحد الفائزين الثلاثة الأكثر تأثيرًا بالعالم، ولا يمكن تجاهل دوركم الكبير.