عثمان بن حمد أباالخيل
تأجيلات مناسبات اجتماعية في كافة تفاصيل حياة الإنسان، تأجيلات تخفي وراءها المشاعر السلبية لكن يبقى الأمل أن تعود الحياة الاجتماعية إلى طبيعتها في القريب العاجل، وتعود الحياة لسابق عهدها مع فهم وتطبيق الدروس التي تعلمها الإنسان من هذه الجائحة.
(التباعد الاجتماعي) هذا المصلح الكوروني غيّر الكثير من مفاهيم المجتمع وهذا ليس خيارنا إنه خيار وقف انتشار فيروس كورونا. أكثر ما يدمي قلبي ويحزنني حضور صلاة الجنازة في المقبرة واستقبال المعزين الذين اختصروا إلى أقل عدد.
لن أقوم بتأجيل أحلامي سأعلن زواجي وزواجها بعد إنهاء شهر رمضان المبارك، ترى هل سيكون زواجاً اعتيادياً أم مختصراً أم إلى أي جهة سيأخذنا فيروس كورونا؟، الحياة لنْ تتوقف، التعايش مع الوضع والتعود على نمط الحياة الجديدة أتمنى ألا يكون كذلك علماء وأطباء ومركز البحوث العلمية والجامعات في العالم يتحدثون عن لقاح ودواء.
حفلات النجاح اختفت، اللقاء الأسبوعي لبعض العوائل اختفت، الزيارات الأسرية اختفت، تناول فنجان قهوة مع أحد الزملاء اختفت، تناول فنجان قهوة مع زميلتها اختفت، دعوة غداء في ألذ المطاعم اختفت، الكثير من المناسبات الاجتماعية اختفت، لكن ماذا حل مكانها؟
الإنسان مجموعة من المشاعر والأحاسيس تتأرجح بين الفرح والترح في كل الأزمنة، لكن زمن فيروس كورونا له واقع مختلف، فهو المتحكم في المناسبات الاجتماعية على اختلافها ووقعها على النفس. مناسبات الفرح نتحكم بها إلى حد ما ويستطيع الإنسان أن يؤجلها أو يقوم بها في حدود ضيقة، لكِنّ مناسبات الترح نقوم بها ولا نستطيع أن نؤجلها فهي جزء من الألم التي يفرضها علينا عالم الحزن.
مناسبات احتفال الفرح في النجاح تحكّم بها فيروس كورونا، لمْ تقم الاحتفالات ولم تهد الهدايا. أحزنني حفيدي حين سألني عن هدية النجاح، وزاد حزني حين سألني (ليش ما أجي آخذ الهدية).
آلاف الأسر اكتفوا بالفرح عبر أون لاين عن طريق التواصل الاجتماعي التي كنت أسميها وسائل التباعد الاجتماعي. خلال أشهر تغير الحال فمتى يتغير الحال وتعود الحياة إلى طبيعتها، إنها قدرة الله وحكمته، الحمد لله رب العالمين، السنّة النبوية المطهرة تحفل بأحاديث صحيحة كثيرة تحث المسلم على الإتيان بما فيها من أدعية وأذكار.
مناسبة فطور الأسر الكبيرة والصغيرة في شهر رمضان المبارك لم يعد لها مكان، فكورونا غيّر الاتجاه وجعل مناسبة الفطور مقتصرة على أقل عدد من أفراد الأسرة.
أقتبس «نريد الالتزام بالإجراءات الاحترازية خلال شهر رمضان». وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة.
الإنسان بطبعه النسيان لذا سمي «إنسان»، والتاريخ لم ينس سنوات صعبة عاشتها البشرية بل سجلها وأصبحت من سجل التاريخ ومنها سنة الرحمة، والإنفلونزا الإسبانية، وطاعون فارس، وطاعون الجارف، والطاعون الأسود، وطاعون لندن العظيم، والكوليرا، وأنفلونزا الطيور، وسنة 2020 سنة كورونا المستجد السنة التي غيّر المناسبات الاجتماعية وجعلها تتبادل بين الناس عن طريق أون لاين، ترى هل سوف تتمسك الغالبية من الناس بإيجابيات كورونا المستجد على المجتمع؟