لا شيء أغلى من حياة الإنسان فتجده يكافح ويعمل ويبحث عن مصدر رزقه وسبل عيشه الكريم، ويهتم بكل ما يتعلق بغذائه من مأكل ومشرب وأيضاً صحته التي هي تاج على رؤوس الأصحاء.
كما أن القضاء على الأوبئة والأمراض السارية والمعدية ومكافحتها لها أولوية قصوى لكي يشعر الإنسان براحة نفسية وطمأنينة تامتين.
ومنذ سنوات ومن خلال تدخل التحالف العربي الذي كان بهدف إعادة الشرعية المسلوبة من اليمن الشقيق كان للمملكة العربية السعودية صوت مسموع لدى المنظمات الدولية التي هي بدورها تقدر دور المملكة على الأصعدة كافة وخصوصاً السياسي والاقتصادي والإنساني.
إن يمن اليوم في ظل تصرفات جماعة الحوثي يظل غير مستقر ومهدداً بنقل الأمراض والأوبئة، فالنازحون واللاجئون وكذلك المهاجرين يتنقلون بين أرجائه بحثاً عن سبل النجاة والملاذ الآمن للهرب من بطش جماعة الحوثي وأعوانه وحليفهم الأكبر شريفه.
لقد ارتقى التحالف العربي الذي تقوده المملكة إلى إنسانية أخرى إلى جانب ما سبقها ووضع سلامة اليمن واليمنيين نصب عينيه فبادر إلى تعزيز الثقة وتلبية دعوة الأمين العام للأمم المتحدة السيد/ أنطونيو غوتيريش، إلى العمل لتحقيق السلام ونادى في الوقت نفسه إلى وقف إطلاق النار بجميع الصراعات في العالم والوحدة لمحاربة كورونا.
كما أن إشادة المبعوث الخاص لمنظمة الصحة العالمية إلى اليمن الدكتور ألطاف موساني بدور المملكة ودولة الإمارات في المسارعة إلى نقل المساعدات العاجلة إلى اليمن لحمايته من فيروس كورونا المستجد دليل على إنسانية هذين البلدين ورغبتهما الحقيقية في أن ينعم هذا البلد بالأمن والاستقرار رغم كل الظروف والعراقيل الحوثية التي يتحجج بها الحوثيون لصرف الأنظار عن ما يعانيه العالم حالياً وتوحده التام تجاه (جائحة) لا تعرف صغيراً أو كبيراً ولا صديقاً ولا عدواً بل تفتك بكل شيء ولكن الخوف على اليمن واليمنيين من تفشي مرض كورونا لا سمح الله سيكون كارثياً فيه لن يستطيع تحمله وتحمل الأمراض التي عانى منها ولا يزال من أمراض موسمية كالملاريا وحمى الضنك وغيرها.
جاء تصريح سمو نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز الذي أتى مواكباً لإعلان التحالف العربي وقفاً شاملاً لإطلاق النار في اليمن ولمدة أسبوعين قابلة للتمديد.
وبين المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف في اليمن، العقيد الركن تركي المالكي أن هذا القرار يأتي لمواجهة تبعات انتشار فيروس كورونا.
لقد قال سمو الأمير خالد بن سلمان إن المملكة سوف تقدم دعماً بمبلغ 500 مليون دولار تهدف إلى خطة إنسانية أممية في البلد الشقيق (اليمن)، وكذلك 25 مليون دولار أخرى لمكافحة فيروس كورونا التاجي هناك.
كل هذا يبرهن على أن اليمن واليمنيين في قلوب الجميع وسلامتهم هي هدف أسمى يسعون إلى تحقيقه حمانا الله وإياهم من كل مكروه. ولكن الكرة الآن في ملعب جماعة الحوثي وهل ستغلب مصلحة البلد فوق كل شيء من مزايدات وشعارات ومساعي إلى خلق الفوضى وهي التي خلقت قلقاً جيوسياسياً لدول الجوار وخصوصاً المملكة عبر حدها الجنوبي وعمقها الاستراتيجي.
رغم تلك المبادرات الإنسانية المشكورة لدول التحالف العربي إلا أننا نعرف تمام المعرفة بأن الأجندة الإيرانية هي وحدها التي تقف خلف الأوضاع الكارثية في اليمن سياسياً واجتماعياً وصحياً واقتصادياً والتي تنفذ بأيدي الانقلابيين الحوثيين المتمردين على الشرعية بحسب قرار الأمم المتحدة رقم (2216) والتي هي نفسها قد جددت وتجدد دعمها للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وحكومته المعترف بها دولياً، مؤكدة أن أي حلول للأزمة اليمنية لن تأتي إلا عبر مسار واحد، هو الحكومة الشرعية التي يعترف بها المجتمع الدولي.
لقد وقفت المملكة العربية السعودية عبر تدخلها في اليمن لنصرة الشرعية لإعادة الحق وإزهاق الباطل أولاً، وخوفاً من انزلاق البلاد إلى مزيد من الفوضى التي كان يريدها الانقلابيون ثانياً.
نتمنى أن يقف اليمنيون ونحن معهم صفاً واحداً أمام مشروع الفوضى والفتنة والدمار الإيراني، وأن يقدمـوا أمن اليمن ومصلحته وسلامته واستقراره وازدهار شعبه على أي مصالح أخرى.