د.عبدالعزيز العمر
كثير منا تعرض ذات يوم في حياته الى موقف شعر خلاله أن هناك من خدعه فسلب منه موافقته على شئ ما، أو حصل منه على تفويض أو على مال، أو حتى على شيء من ممتلكاته. أنا شخصيا تعرضت قبل فترة لخديعة من شخص استدر عاطفتي حتى اقتنعت بظروفه الوهمية فسلبني بطوعي واختياري مبلغا من المال، ليتضح لي لاحقا أنه كان يمارس نفس الخداع والاحتيال مع أشخاص آخرين في نفس الموقع قرب مستشفى الملك خالد.
هنا دعونا نطرح سؤالا كبيرا: لماذا يسهل خداعنا (متعلمين وغير متعلمين)؟ فتش عن إجابة هذا السؤال وستجدها في نوعية التعليم الذي يهمل العقل، وفي ظروف تنشئتنا الاجتماعية التي تركز على العاطفة كيف؟ عندما يخدعك شخص ما بفكرة ما، فهذا يعني أن فكرته قد اخترقت دماغك مباشرة، دون أن تخضع لأي عملية فحص متعمق (فلترة) تجعلك تقبلها أو ترفضها، إن مما يدعم قبولك أو رفضك لأي فكرة مخادعة هو كون عواطفك هي التي توجه عقلك وتسيطر عليه وتبرر لك ما تتخذه من قرار. تعليمنا لم يعلمنا للأسف كيف نخضع أي فكرة جديدة للتحليل والنقد قبل أن نقبلها.
تعليمنا لم يعلمنا للأسف أهمية البحث عن دليل منطقي متجرد نقرر في ضوئه قبول أو رفض أي فكرة تعرض علينا، ولهذا أصبح من السهل خداعنا.