رقية سليمان الهويريني
تتجه الحملات التوعوية التي يقوم بها الدفاع المدني نحو الأسرة غالباً، رغم شموليتها لشتى مناحي الحياة اليومية، حيث لا تنحصر مهامهم بإطفاء الحرائق فحسب، بل تتجاوزها لمفهوم الوقاية بالتوعية المستمرة، وهو عمل نوعي احترافي يتطلب جهداً مضنياً وفكراً نيراً، يتضمن توخي الأمن والسلامة قبل وقوع الحوادث.
والحق أنني أتابع بفخر حملات الدفاع المدني النوعية، وأرقب التأكيدات الدائمة على أهمية السلامة الوقائية في المنزل مثل كاشف الدخان وطفاية الحريق وملحقاتها. وكثيراً ما تصدر التحذيرات حول الأدوات الحادة كالسكاكين وضرورة أبعادها عن متناول الأطفال، ومراقبة حركتهم عند المسابح في المنازل والاستراحات.
وما فتئت مديرية الدفاع المدني تنشر تنبيهاتها فيما يتعلَّق بالتمديدات الكهربائية وعدم تحميلها فوق طاقتها، وضرورة التخلّص من التوصيلات الرديئة التي تسببت في حوادث قاتلة، فضلاً عن تجاهل أصحاب مشاريع المنشآت السكنية لتعليمات الدفاع المدني الخاصة في التمديدات الكهربائية مما يتسبب في وقوع الحوادث.
ولا شك أن المنازل تزخر بالأجهزة والأدوات التي قد تتحول لقنابل حينما لا يحسن استخدامها أو تهمل صيانتها أو متابعتها كأنابيب الغاز التي ينبغي التأكد من إغلاقها بعد الاستخدام، واختيار الأفران الآمنة للمستخدمين وتركيب كاشف الدخان أو تسرّب الغاز. وليس بعيداً عنها مخاطر المنظِّفات الكيماوية والأساليب الخاطئة لاستخدامها كخلط السوائل التي قد تؤدي إلى ضيق التنفس المفضي أحياناً للموت!
وجدير برب الأسرة تدريب أفرادها على عمليات الإخلاء بطريقة آمنة وسليمة وقت الطوارئ، ووضع خطة شاملة لسلامة الأسرة والقيام بتجارب إخلاء وهمي، وتدريب الأطفال على كيفية التعامل مع الحرائق المنزلية، مثل المسارعة بقطع التيار الكهربائي وإغلاق أنبوب الغاز، وإسناد المسؤوليات وتوزيعها على الأفراد وتحديد نقطة تجمع معتاد عليها في المنزل، وتعريف أفراد الأسرة بأرقام الدفاع المدني (998) والإسعاف (997) ووضعها في مكان بارز. وضرورة توفير صيدلية إسعافات أولية بالمنزل والمعرفة التامة بالتعامل مع الإصابات دون إلحاق ضرر بها لحين وصول المسعفين. ومن المؤسف حقاً وقوع وفيات داخل الأسرة بسبب سوء التصرّف في حالات الحريق، والجهل بأصول السلامة وانعدام وسائلها من طفايات الحريق، أو أجهزة الإنذار منه في أغلب البيوت!
إن الجهود التوعوية التي تبذلها المديرية العامة للدفاع المدني توازي جهودها في الميدان، مما يستدعي شكرها والامتنان لجنودها المنقذين، الذين أصبحوا بمجهودهم أصدقاء الأسرة المحبوبين عند الصغار قبل الكبار.