حاوره - أحمد العجلان:
قلَّبت «الجزيرة» الذكريات الآسيوية مع عضو لجنة المسابقات السابق في الاتحاد الآسيوي وهو اللبناني الأستاذ رهيف علامة.. وتحدث علامة عن الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- وعن عبدالله الدبل -رحمه الله- وكذلك عن ذكريات مختلفة بينها استضافة لبنان لكأس آسيا 2000 وتمثيل النصر السعودي لقارة آسيا في كأس العالم للأندية بالبرازيل.. إليكم الحوار:
نريد في البداية أن نتحدث عن سيرتك الذاتية وصولاً للاتحاد الآسيوي؟
- تاريخي الرياضي طويل ويكاد أن يمتد لسنوات تعادل عمري، والصفة الرسمية بدأت عام 1985م في الاتحاد اللبناني وبعد حوالي سنتين أصبحت عضو لجنة المسابقات في الاتحاد الآسيوي وكان رئيس اللجنة آنذاك هو الأخ عبدالله الدبل -رحمه الله-، وبدأنا بالاتحاد منذ عام 1987 حتى عام 2012 وعندها تركت العمل كاملاً في كرة القدم سواء في «الفيفا» أو الاتحاد الآسيوي أو اللبناني، وفي تلك الأثناء أيضاً كان لي مسيرة إعلامية، حيث كنت رئيس القسم الرياضي في جريدة المحرر اللبنانية وأنا مؤسس مجلة الوطن الرياضي في باريس.
ما هي أبرز الصعوبات التي كانت تواجهكم في غرب آسيا لدى اتحاد القارة؟
- ليس لي الحق بأن أقول إنها صعوبات هي ليست كذلك، بل ربما تُسمى تكتلات (الزونات) وهي تلعب دورها في الاتحاد القاري، ويكون هناك تناغم بين مجموعات معينة في مناطق جغرافية مختلفة تحت مظلة اتحاد القارة.
لاحظنا نجاحاً كبيراً حققتموه كأعضاء في غرب القارة عندما نجحتم في استضافة نسختين من بطولة أمم آسيا عامي 96 بالإمارات و2000 بلبنان، حدثنا عن هذا النجاح؟
- بطولة آسيا 96 كان مسارها طبيعياً ومنطقياً؛ لأنه كان هناك نوع من التفاهم الضمني بأن تُقام البطولة مرة في الشرق ومرة في الغرب، وكانت بطولة 92 قد أُقيمت باليابان، والمحطة التالية كانت طبيعية، حيث فازت الإمارات عندما تقدّمت وحيدة لهذه الاستضافة، ولكن لبنان 2000 كانت حكاية أخرى، حيث كانت هناك معركة خاضها الأعضاء العرب وأنا أقولها عرفاناً بالجميل فما حصل عام 96 بالإمارات في اجتماع الاتحاد الآسيوي ووقتها كان عدد الأعضاء العرب ثمانية وكانوا فعّالين جداً لاسيما الأستاذ عبدالله الدبل -رحمه الله- ويوسف السركال ومحمد بن همام، حيث حملوا الملف اللبناني وكأنه يعود لدولهم بالذات، ولا أنسى المبادرة الطيّبة التي تركت لدينا أبلغ الأثر وهي من الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله - عندما عقد الاجتماع الشهير بفندق ماريوت في دبي وكان اجتماعاً عاماً لكل الأعضاء العرب وكان الهدف دعم ملف لبنان، وفي ذلك الوقت كان لبنان للتو خارجاً من آخر مخلفات الحرب اللبنانية والتي انتهت بتوحد مؤسسات الدولة اللبنانية وذلك في العام 1990م، وكان لبنان ينفض الغبار عن ثوبه ولم يكن لدينا منشآت ضرورية لإقامة مثل هذا الحدث سواء الملاعب أو الفنادق وكنا نفتقد للبنية التحتية وكان واجباً علينا أن نلتزم ونوفي بالالتزام.
حدثنا عن داخل لبنان كيف تعاطوا مع الفكرة؟
- هنا أتذكر الرئيس رفيق الحريري -رحمه الله-، حيث كان مناصراً لنا في هذا الملف وأتذكر أنني عندما عرضت عليه فكرة استضافة البطولة نهض من مكانة وقال (امشوا إلى الأمام وأنا بكل قدراتي راح أكون معكم وهذا المشروع سيدفع لبنان أكثر من 25 سنة). والرئيس الشهيد رفيق الحريري -رحمه الله- معروف عنه بأنه رجل المشاريع الأول فعندما يعطي التزاماً من هذا النوع بأن يوفر كل البنية التحتية لاستضافة البطولة فهذا الأمر سيحوز على تأييد والتوقف عنده بالكثير من الاهتمام من كل الناس والشرائح على الصعيد المحلي أو الخارجي، وهذه لعبت دوراً كبيراً في أن يصدق المجتمع الآسيوي ما نقول.
إقامة البطولة مرتين في الغرب كان أمراً صعباً؟
- نعم، كانت نقطة ضعف ولكن -ولله الحمد- نوايانا الطيبة وعلاقاتنا الممتازة والتعاضد العربي أعطى لبنان الفوز باستضافة البطولة، حيث وصلنا نحن والصين آنذاك للترشيح الأخير للاستضافة، وقد كانت مجموعة شرق آسيا مقسومة إلى قسمين الشرق الأقصى ووسط آسيا مثل ماليزيا وإندونيسيا وتايلند وسيرلانكا وهذه المجموعة استطعنا أن نجلبها لصفنا وقد كانت النتيجة مدوّية، حيث حصلت لبنان على 14 صوتاً مقابل صوتين فقط للصين. ولا أنسى زيارتنا آنذاك للأمير فيصل بن فهد -رحمه الله - في الرياض لشكره على ما قدَّمه من أجل أن تستضيف لبنان البطولة ولا زلنا إلى اليوم نتذكّر هذا الموقف بالكثير من العرفان.
استضافة كأس آسيا 2000 ماذا أضافت للبنان؟
- الأحداث الرياضية الكبيرة تكون سبباً مباشراً لبناء المزيد من المنشآت الرياضية الجديدة، ففرنسا قبل استضافتها لمونديال 98 لم تكن تملك أي ملعب تزيد سعته عن 47 ألف مشجع وبعد استضافة كأس العالم تم تشييد ملعب يتسع لثمانين ألف مشجع، وهذه هي فرنسا العريقة في كرة القدم، ونحن في لبنان استفدنا بكسب منشآت رياضية جديدة للبنان، وقد تم تشييد ثلاثة إستادات جديدة وإلى اليوم ونحن نعيش في نعمة هذه الملاعب.
حدثنا عن شخصية الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله؟
- الأمير فيصل بن فهد لم يكن مجرد شخصية سعودية فحسب، بل شخصية عربية وعالمية نادرة الوجود؛ لأنه إنسان إن قال فعل وهو صادق في صداقته ورجل صلب في كل المواقف التي كان يتخذها، وسموه شخصية عبرت وليس من السهل أن نجد مشابهاً له، ونتذكَّر له العديد من المواقف الكبيرة سواء على الصعيد العربي أو على الصعيد الدولي ومواقفه فعلاً لا نستطيع أن نوجزها بعجالة ولكن الله يشهد بما قدّم وخصوصاً في الجانب الإنساني العظيم داخل الأمير فيصل، حيث كان له إسهامات كبيرة في مجالات الخير والرعاية الاجتماعية وآخرها قبل رحيله -رحمه الله - بأيام قليله كان قد افتتح مركز غسل الكلى في الأردن، وأكتفي بأن أقول عن سموه بأنه رجل مرَّ علينا بالصدفة وما طال بقاؤه معنا لنكسب من مواقفه وفكره - رحمه الله.
ماذا عن عبدالله الدبل -رحمه الله- الذي زاملته في لجنة المسابقات بالاتحاد الآسيوي؟
- عبدالله الدبل -رحمه الله- كان مشهوراً عنه ديناميكيته الكبيرة ولا يكل ولا يمل وكان في أي مكان بالعالم يتابع كل الملفات التي تتصل بكرة القدم الآسيوية، وعلى أيامه -رحمه الله- كانت لجنة المسابقات على أعلى درجة من النشاط ويشهد له -رحمه الله- هذا العمل المضني الذي كان يقوم به بكل حب وتفان وعلى الصعيد العربي كان -رحمه الله - أداة جمع إذا حصل هناك أي اختلاف رأي أو إشكالات وكان ساعيَ خير لتكون الأمور علاقة الشقيق بالشقيق.
أيضاً من ضمن الملفات التي نجحتم فيها ملف ترشيح النصر السعودي ليلعب في كأس العالم 2000 بالبرازيل بدلاً من جابيليو الياباني، كيف نجحتم في ذلك؟
- من خلال ما ذكرته لكن عن المرحوم الأستاذ عبدالله الدبل بحرصه على العلاقة الطيبة والديناميكية الكبيرة لديه فقد كان هناك تنسيق ما بين مجموعة من الأعضاء، وأسمح لي أن لا أتحدث بتفاصيل أكثر وهذه نتركها للتاريخ ليذكرها، وأنا فخور بما قدرنا عليه رب العالمين ليكون نادي النصر السعودي هو الممثِّل للقارة الآسيوية وليس الفريق الياباني والحمد لله رب العالمين الذي قدرنا على عمل جيد لصالح ناد يستحق كل تكريم.
كم كانت نتائج التصويت تقريباً، كم عدد المصوّتين لترشيح النصر والمصوّتين ضد ترشيحه؟
- لا أستطيع أن أتذكر لأن الحدث كان قديماً جداً وذاكرتي لا تساعدني لتذكّر كم العدد ولكن التصويت لم يكن بفارق صوت، بل بفارق أكثر.
هل كان اكتساحاً؟
- لم يكن اكتساحاً ولم يكن بفارق صوت واحد في الوسط بين هذا وذاك.
من قام بالتنسيق في هذا الملف هل هو الأستاذ عبدالله الدبل - رحمه الله؟
- نعم، الأستاذ عبدالله الدبل بطبيعة الحال في موقعه كرئيس للجنة المسابقات كان صاحب دور حتماً، ولكن نحن بتعاوننا مع بعض ولن احتكر ذلك لشخصي أنا أو أحد الإخوان الأعضاء في ذلك الوقت، بل لتعاوننا مع بعضنا وتعاضدنا كان هو السبيل الأمثل الذي عبرنا من خلاله لتكليف نادي النصر السعودي بتمثيل القارة في كأس أندية العالم.
كيف ترى المنافسات السعودية والدوري؟
- سأعترف بأني لست متابعاً جيداً للدوري السعودي، ولكن من وقت لآخر أتابع وهناك مباريات قمة بين فرق المقدمة وهي شيء يشرّف، وأعتقد أن الدوري السعودي من أقوى الدوريات في العالم العربي.