د. صالح بن سعد اللحيدان
الأمر مصدر/ أمر، يأمر، أمراً
وهو على هذا ممكن أن يملك حقيقة الأمر قولاً أو فعلاً بما يصلح للمأمور في دينه وعقله ودمه وماله وعرضه:
1 - يقال أمر / طلب
2 - وأمر / أراد
3 - وأمر / أجبر بما هو صالح غير ضار
4 - وأمر / أوجب
5 - وأمر يأمر / دعا بأمر لازم
6 - وأمر / ألزم أحداً بشيء ما مقدور عليه
7 - ويأمر / يطلب ويريد ويحث وجوباً
8 - وآمر بمد الهمزة / القادر على الأمر
والأمر بحسب الدراسات التحليلية المتطاولة في سياسة الإدارة والقضاء وسياسة الحياة على وجهٍ مُطلق إنما ذلك أنواع. فمن هذه الأنواع:
أمر الإكراه / ويصاحب هذا كره الآمر والحقد عليه
أمر المصلحة الذاتية / وهذا مثل سابقه
أمر الخطأ / وهذا يجر إلى السوء
أمر المكر / وهذا غش وسوء
أمر النفع / وهذا إن كان عاماً ففيه الخير
أمر الضرورة / وهذا يُقدر بقدره ليس إلا
أمر الاستغلال / وهذا يقوم به من لا يخشى العواقب
أمر الضعيف / وهذا نزول أخلاقي في شائن مشين
قلت وأصل الأمر في الحياة إنما يعود إلى أمرين:
الأول / العام الطيب كأمر الأب الحكيم العادل العاقل، وهذه بعضُ حالاته:
1 - يتأنى ويصبر
2 - يتقي ويحذر
3 - يبتعد عن الذاتية مطلقاً
4 - يقيس ويوازن ويستفيد من التجارب
5 - يعتذر إذا زل
6 - واضح المنهج جداً وبيّن السريرة
7 - يُحبه ويهابه من حوله
8 - لين العريكة ذو وقار وجلال
9 - عادل الأمر والنظر والعطاء
الثاني / الخاص أو الغامض
وهذه بعضُ حالاته:
1 - تفوته كثير من العواقب
2 - يفكر ساعته فقط
3 - يبطش بقسوة
4 - يميل لكثرة الضحك
5 - يميل للسرية مع إظهار التواضع كثيراً
6 - مزاجي ويرهب كل من هو أقوى منه
7 - يميل للمال والسطوة
8 - لم يوجد بينهم من طال عمره
9 - لديه خوف مبطن مع حدر عاطفي فقط
10 - لم يوجد بينهم من اعتذر
وأصل هذا وذاك طبيعة نفسية تعود إلى شدة التربية إبّان الطفولة الباكرة أو أنها تعود إلى الدلال مع سعة العيش وسعة الرفاهية.
ولهذا بين النوع الأول والنوع الثاني يكون التجديد في الحياة أو يكون العكس.
فحينما تسيطر نزعة العاطفة على رؤية العقل ووضوح السبيل يعمى النظر العقلي وتتهالك البصيرة؛ فيقع المكروه من حيث لا يدري المرء كيف وقع، لكنه وقع.
وحينما يسيطر العقل الحر المجرب المتأني على خداع النفس وهواجس ودغدغة العاطفة يكون النزوع إلى (فقه الحياة) ورؤية الأمر من حيث هو أمر قائم حر جيد متين يقوم به المأمور على حال من وئام ماثل لا يريم. وأصل هذا في (دهاليز) التجارب خشية العاقبة من كل أمر ليس يقوم، وخشية ذم القول حيناً بعد حين.
ولهذا يكون الأب سيداً أو قد يكون الأب في بيته ليس بذاك على واصفة من ذم مُديم.
وقد ينفع - بإذن الله سبحانه وتعالى - الاستفادة من خلال مر القرون وما قد كان فيها من تجارب الأولين.
ومن أجل ذلك جاء هذا المنزل الحكيم فقال تعالى {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون}.