هالة الناصر
كلما أتى رمضان المبارك يظهر الجدل المعتاد حول مستوى الأعمال التلفزيونية التي تقدمها القنوات التفزيونية في هذا الشهر الفضيل، وفي الغالب يكون هذا الجدل هو ضعف مستوى هذه الأعمال التلفزيونية وعدم قدرتها على استقطاب عدد كبير من المشاهدين، والأدهى والأمر هو عدم قدرة قنوات تلفزيونية شهيرة وقوية في مجالها على تطوير نفسها وتصحيح الأخطاء التي مرت في كل شهور رمضان سابقاً، مع أن هذه القنوات تبدأ التحضير لبرامج رمضان منذ سنة كاملة لكونها تعرف تمام المعرفة بأن رمضان هو الشهر الذي يحصد أكبر عدد من المشاهدة، وبالتالي أكبر عدد من المعلنين الذي يشكل الهدف الأساسي لهذه القنوات. لا توجد قناة تلفزيونية معينة يمكن اعتبارها القادرة على حسم المنافسة الرمضانية لصالحها، حيث تتوزع نسب المشاهدة بين عدد قليل من المسلسلات أو البرامج في قنوات تلفزيونية مختلفة، لكن هذه السنة وبعد مضي أسبوع من شهر رمضان المبارك ظهر ضعف كبير وغريب في مستوى ما تقدمه القنوات التلفزيونية بلا استثناء، رغم فترة الإعداد الطويلة والتي لم تساعد في رفع المستوى، بل وضح بشكل كبير غياب الموهبة والتشويق في أغلب ما تقدمه هذه القنوات التلفزيونية، والتي لم تستطع جذب الناس من «نتفلكس» التي منذ انطلاقتها ضربت القنوات التلفزيونية في مقتل وأصبحت هي تلفزيون البشرية جمعاء وتركت الفتات لهذه القنوات التي تشعر بأنها تدار من قبل موظفين غلب عليهم الروتين والبيروقراطية وغاب عنهم عشق الفن والإعلام. لا توجد قناة عربية واحدة استطاعت أن تهيمن على النسبة الأعلى من المشاهدة عبر برامجها الرمضانية. وضح تأثير ما تضخه منصات التواصل الاجتماعي على المحتوى الذي تقدمه قنواتنا التلفزيونية، حيث سقطت في الخلط بين الفكاهة والسذاجة، وبين الإثارة والوقاحة. وإن استمر وضع قنواتنا بهذه الرداءة والضعف ستجد نفسها الضحية الثانية بعد الصحف الورقية وستجد التهديد بتوقفها، وقد ظهر في الأفق كشبح مخيف يزداد ترويعًا مع الضعف الاقتصادي الذي يجتاح العالم أجمع. هذه القنوات التلفزيونية الكسولة التي تبذر الملايين من الريالات على أعمال هزيلة لن تجد يومًا ما معلنا ولا مشاهدًا. مع كل شهر رمضان تتأكد هذه القنوات من ضعفها المستمر لكنها تبرر لنفسها بأن العلة في المشاهدين وليست بسبب رداءة أعمالها المسلوقة بلا طعم.