ميسون أبو بكر
البرامج الترفيهية التلفزيونية صناعة عالمية لها جمهورها العريض الذي بقي مخلصاً لها رغم غزو التقنية وبرامجها المتنوعة في جهاز محمول بالجيب بدون أسلاك ولا (كيبلات) ولا اشتراكات، وقد استنسخت الكثير من القنوات التلفزيونية العربية تلك البرامج مثل ستار أكاديمي ومن يربح المليون والتي استمرت لسنوات تجدد في كل موسم طاقاتها ومحتواها وتقدم للمشاهد ترفيهاً يحترم عقله، ثم إن بعضها احتضن مواهب من مشرقنا إلى مغربنا العربي هي اليوم تحتل موقعاً متميزاً على خارطة الفن، رغم رغبتنا في إنتاج برامج تحمل بصمتنا الخاصة.
ما يحدث كل عام في رمضان هو السباق المحموم سواء للبرامج أو الأعمال الدرامية والكوميدية والتي لا أجد سبباً مقنعاً أن يكون الشهر الفضيل هو موسمها، رغم ما يشغل الناس فيه من عبادة وصلاة وعادات اجتماعية (ألغتها هذه السنة كورونا)، إلا أن معظم البرامج تنتج له وتستكمل خلاله، ولأنه محدد بوقت معين فنلاحظ إرباكاً في التصوير قد تمتد للأيام الأخيرة فيه.
الغريب جداً أننا فقدنا على الشاشة بعض البرامج التي نحبها والتي تحفز طاقاتنا ونشاطنا العقلي وحماسنا وحلت محلها برامج مؤذية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولا يخفى قرائي الكرام البرنامج المثير للجدل «رامز» بكل العناوين التي حملها من بداية إنتاجه وعرضه إلى موسمه الأخير «رامز مجنون رسمي» والذي يعتبر محتواه محرضاً على العنف وسفيفاً وخادشاً للحياء في كثير من المواقف والألفاظ البذيئة التي لا تتناسب مع مجتمعنا الخليجي خاصة والعربي بشكل عام، والمستغرب أنه رغم ذلك ورغم علو أصوات الكثير من المثقفين والمؤثرين في المجتمع إلا أن منتجيه استغلوا هذا كدعاية ترويجية للبرنامج الفاشل الذي سقط في شراكه الكثير من الفنانين الذين اشتركوا فيه وعن علمهم المسبق بمحتواه.
الأصوات التي سمعناها بإيقافه كلها إعلانات لكسب شريحة أكبر من المشاهدين، وكل الشكاوي للنقابات الفنية والإعلامية نسمع عنها ولم نر نتائجها ولا أعلم ما هي اللعبة التي تدار في الكواليس لإبقاء هذا المحتوى البرامجي الرديء والمضر والذي يحرض على العنف والانحطاط.
لا بد أن نسقط ما يتنافى مع أخلاقنا، وما يضر بتربية أطفالنا وتفكير أبنائنا ولنا في المجتمعات الغربية عبرة تلك التي تعاني من ارتفاع نسبة الجرائم وأعمال العنف.
كصانعة محتوى يهمني أن يقدم للمجتمع ما يرتقي بذائقته ووقته، وما لا يخدش حياءه لجني ملايين لا أحسد أصحابها عليها ولا أولئك المشاركين ولكن يهمني ألا نكون شعوباً مسيرة لإعلام يمنح ماله ومساحاته الفضائية لمجانين رسميين.