عذراً يا وطني بمقدار ملء أفواه الأولين والآخرين حينما كنا نعتقد ونقارن بأنك أقل إمكانات وتطوراً من الدول المتقدمة التي سبقتنا بعلوم الطب وإدارة الأزمات وحقوق الإنسان التي يتغنون بها. وهو ما قلَبته رأساً على عقب (جائحة كورونا) التي أظهرت هشاشة تلك الدول التي خُدعنا بها عقوداً من الزمن بأنها لم تكن كما يُحكى عنها ويسوّق لها عبر وسائل إعلامهم, خاصة في حقوق الإنسان المزعومة.
لقد أثبت يا وطني الأبي وما زلت تثبت يوماً بعد يوم لمواطنيك وللعالم أجمع بأنك موطن السلام والعطاء والإنسانية.
كيف لا يكون ذلك وأنت لم تفرّق بين مقيم ومواطن ومخالفٍ لأنظمة الإقامة والعمل من مصابي كورونا بتقديم العلاج لهم، وإيواء المشتبه بإصابتهم في أرقى مراكز الإيواء مجاناً.
كيف لا يكون ذلك وأنت قد آويت مواطنيك المغتربين والعالقين حول العالم بأرقى الفنادق العالمية مع توفير الخدمات كافة لهم ومن ثمّ إعادتهم إلى أرض الوطن.
كيف لا يكون ذلك وفي ظل ارتباك عجلة الاقتصاد حول العالم لم يشعر مواطنوك بشيء من ذلك، بل لم يتغير عليهم شيء على مستوى كماليات الحياة ومتطلباتها في الوقت الذي عملت تلك الدول على تخفيض التكاليف وتسريح الموظفين.
كيف لا يكون ذلك وأنت قد ضمنت الاستقرار وعدم التأثر للمؤسسات الاقتصادية في ظل هذه الجائحة وما ألقته على اقتصاد العالم بدعمك السخي في المرحلة الحالية بما يفوق المائة مليار ريال سعودي.
كيف لا يكون ذلك وأنت قد أجريت حزماً من التسهيلات الإجرائية على الأنظمة كافة بالقطاعين الخاص أو العام لسلامة المواطن، والحد من انتشار العدوى. بل كيف لا يكون ذلك وأنت قد تكفلت بستين بالمائة من رواتب الموظفين السعوديين العاملين بالقطاع الخاص.
كم أنت عظيم يا وطني، فعذراً عن تلك الاعتقادات والمقارنات مع تلك الدول التي أصبح قدر الإنسان لديها بقيمة ما يملكه من المال في الوقت الذي جعلت الإنسان يا وطني هو رأس المال الذي يجب الحفاظ عليه. دمت في عز وشموخ وإنسانية بلا حدود يا وطن الخير والعطاء.