يحق لنا نحن السعوديين أن نعتز ونفتخر بتاريخنا المجيد، والكفاح الطويل الذي قاده المؤسس العظيم الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- في سبيل توحيد هذه البلاد عسكرياً وسياسياً واجتماعياً، وأن نقف سمواً وشموخاً أمام معالم النهضة الجبارة الشاملة التي بدأها -يرحمه الله-، وواصل إكمال فصولها من بعده أبناؤه البررة: (الملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد، والملك عبدالله)، تغمدهم الله جميعاً بواسع رحمته، وأسكنهم فسيح جناته، فقد أبلوا بلاءً حسناً، وأفنوا أعمارهم في سبيل خدمة دينهم ثم وطنهم ومواطنيهم والمقيمين على أرضهم.
ويأتي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان غرة في جبين الدهر، وتاجاً على صدر الزمان، ووساماً تتباهى به حضارة بني الإنسان، فقد دخلت فيه المملكة مرحلة تاريخية جديدة مهمة، فهو عهد تشهد فيه البلاد قفزات كمية ونوعية هائلة من التحولات والتغيرات والتطورات والإصلاحات في مفاصل الحياة كافة، وتعيش مزيداً من التطور والتحضر والرقي والتقدم، وتطلق المبادرات الخلاقة، والمشروعات العملاقة، والإنجازات الكثيرة، والخيرات الوفيرة، ويبلغ الإنجاز ذروته، ويصل الإبداع قمته، ويكمل التفوق مسيرته، وبهذا يتسنم الوطن الغالي هام المعالي، وتتربع المملكة فوق عرش الزعامة في العالم كله، وتتولى دفة القيادة، وتحمل مشعل الريادة.
وإزاء هذه النجاحات الباهرة، يبتهج الأصدقاء والمحبون، ويندهش المنصفون والمحايدون، ويموت بغيظهم الأعداء والحاقدون، ويخرس العملاء والمرجفون، ويتساءل العلماء والمؤرخون عن الأسباب والمسببات التي أدت إلى هذه النجاحات؟
وهنا نقول بكل ثقة إنه توفيق الله -سبحانه وتعالى-، ورعايته وعنايته بهذه البلاد، ثم إن هناك مجموعة من عوامل النجاح التي لازمت مسيرة هذا الوطن منذ تأسيسه حتى الآن، وستستمر -بإذن الله تعالى- على مدى الزمان، وأول هذه العوامل المكانة الدينية العظيمة للمملكة، فهي مهبط الوحي، ومنبع الرسالة، وقبلة المسلمين، وهي تتشرف بخدمة الحرمين الشريفين، الأمر الذي جعلها تضطلع بدور ريادي قيادي متنام على مستوى العالمين العربي والإسلامي، وهذا بدوره رفع مكانتها عالياً بين دول العالم.
وثانيها القيادة الحكيمة الواعية الرشيدة التي نذرت نفسها ووقتها وجهدها في سبيل النهوض بهذا الكيان العظيم الشامخ، وقد قامت هذه القيادة وما زالت تقوم في منهجها على صفات حميدة، ومزايا سامية، وسمات أصيلة، وخصائص نبيلة تتفرد بها على سائر قيادات العالم، فكانت النتيجة هذه البلاد العظيمة التي أصبحت مضرب الأمثال في البناء والتطور والتحضر والرقي والتقدم، وضربت وما زالت تضرب بأوفر سهم في إثراء الحضارة الإنسانية.
وثالثها الثروة الاقتصادية الهائلة، فقد تفجرت ينابيع الخير والنماء، وتدفقت أنهار الثراء والعطاء، عندما بدأ إنتاج النفط في المملكة لأول مرة عام 1938م، ثم أصبحت المملكة تمتلك أضخم احتياطي للنفط في العالم، وأكبر مصدر له، والمهيمنة على سياسة صناعته.
وقد استثمرت الدولة موارد الذهب الأسود خير استثمار، وبنت نهضتها الجبارة التي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، وليس ثمة حاجة إلى الرجوع إلى الماضي، فالشواهد والأدلة والبراهين على الإنجازات التي هي أشبه ما تكون بالمعجزات ماثلة أمامنا في هذا العهد الزاهر.
ورابعها الأمن والاستقرار، وهما ركيزتان أساسيتان لرقي الشعوب وتقدمها، فقد تحولت بلادنا إلى بيئة آمنة مستقرة، توحدت فيها الشعوب، وتآلفت القلوب، واطمأنت النفوس، وارتفع البنيان، وازدهرت الصحة، وانتشر التعليم، ونما رأس المال، وتطورت الصناعة والزراعة والتجارة، وعم الخير والعطاء والرخاء والنماء، فسارت بلادنا معجزة فوق الرمال، تتغنى بأمجادها الأجيال تلو الأجيال.
وخامسها السياسة الحصيفة المتزنة، فقد انتهجت المملكة -عبر تاريخها المجيد- سياسة حكيمة سليمة قويمة، ثم إنها رزينة رصينة أمينة، وقد أوضح النظام الأساسي للحكم في المملكة الصادر بالأمر الملكي رقم (أ/ 90) وتاريخ 27-8-1412هـ أسلوب الحكم في المملكة والبناء السياسي الذي تقوم عليه، كما بين الأسس والثوابت والقيم والمبادئ التي تنطلق منها، والخطاب الملكي الذي يلقيه الملك سنوياً تحت قبة مجلس الشورى يتناول بالتفصيل السياستين الداخلية والخارجية للمملكة.
وسياسة المملكة ترتكز على الصدق والثبات والموضوعية والصراحة والوضوح والشفافية، وكما هو معلوم للجميع، فإن المملكة لا تتدخل في شؤون الآخرين، ولا تسمح -بأي حال من الأحوال- للآخرين أن يتدخلوا في شؤونها، وأفعالها وردود أفعالها موزونة محسوبة مدروسة.
وسادسها الموقع الجغرافي المتميز، إذ تتميز المملكة بموقع جغرافي استراتيجي فريد على مستوى العالم، فهي تحتل مساحة شاسعة جداً أشبه ما تكون بالقارة، تربط بين البحر الأحمر غرباً والخليج العربي شرقاً، وتمتد حدودها من الهلال الخصيب شمالاً إلى بعض دول شبه الجزيرة العربية جنوباً.
وتزخر أراضي المملكة بالموارد الطبيعة، وعلى رأسها النفط والغاز الطبيعي وغير ذلك من الثروات المتعددة، وتتوفر بها مختلف أنواع التضاريس من جبال وسهول وأودية وهضاب وصحاري، وتظهر في أنحائها مختلف المواسم المناخية، وهذا ما أسهم في علو كعبها على كثير من دول العالم.
وسابعها الاهتمام البالغ بتنمية الموارد البشرية، فقد أولت المملكة الاستثمار في الإنسان عناية فائقة بحكم أنه العنصر الأساس في تحقيق التنمية المستدامة، والمحرك الرئيس لعجلة التحديث والتطوير، ثم إنه القاعدة الصلبة التي تقوم عليها النشاطات المختلفة.
ومنذ البداية سارعت الدولة في افتتاح المدارس والمعاهد والمراكز والكليات والجامعات والمؤسسات للتعليم والتدريب والتأهيل، وخرجت أجيال متتالية من الرجال والنساء الأكفاء المؤهلين في مختلف التخصصات، واستحدثت برامج الابتعاث التي مكنت أبناء وبنات هذا الوطن من الالتحاق بأعرق الجامعات العالمية وعادوا مسلحين بسلاح العلم والمعرفة، وحرصت المملكة على تقديم الحوافز المادية والمعنوية لتشجيع الطلاب والطالبات على الدرس والتحصيل، وأوجدت بيئات عمل جاذبة متطورة أسهم فيها الجميع -بكل جد واجتهاد وتفان وإخلاص- في البناء والنماء، والتطوير والتعمير، والرقي والتقدم، وفي فترة وجيزة أصبحت بلادنا هي القاعدة والركيزة على المستوى الإقليمي والعالمي.
ويتوج هذا كله بما تميز به هذا العهد الزاهر من مزايا وصفات حققت الكثير من الآمال والطموحات، ويأتي في مقدمتها:
أولاً: إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز هو قائد استثنائي آتاه الله الحكمة والعمق في التفكير، وبُعد النظر، والقدرة على العزم والحزم والحسم في المواقف المهمة، كما أنه -أيده الله- يحمل رصيداً هائلاً من الخبرات السياسية والإدارية والاقتصادية، ويمتلك سجلاً حافلاً من النشاطات العلمية والثقافية والاجتماعية والإنسانية، وهو متخرج في مدرسة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه-.
وقد كان -يحفظه الله- ركناً أساساً من أركان الحكم منذ عهد المؤسس حتى تولى مقاليد الحكم في المملكة، وكان دائماً الساعد الأيمن لإخوته الملوك الذين تعاقبوا على الحكم في المملكة، وذلك من خلال الرأي السديد، والفعل الأكيد، والفكر الأمين، والعلم الرصين، والمشورة الصادقة، والمؤازرة الواثقة.
ويجمع العالم كله على أن خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- هو في مقدمة الزعماء العظام الذين يمتلكون الصفات القيادية، والمزايا العبقرية التي تمكنهم من مواجهة التحديات، والتغلب على المعضلات، وقد تجسد ذلك -بأعظم دلالاته-، في رئاسة المملكة هذا العام لمجموعة العشرين التي تضم أكبر عشرين اقتصاداً في العام، إذ من خلال هذه المجموعة استطاعت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- أن تقود العالم بكل كفاءة واقتدار، بل وبكل إبداع وابتكار في مواجهة أخطر جائحة تجتاح العالم في العصر الحديث، وهي جائحة فيروس كورونا المستجد، وذلك عندما ترأس -رعاه الله- القمة الاستثنائية الافتراضية التي ضمت قادة هذه المجموعة، ووجه من خلالها نداءً خالصاً من سويداء قلبه إلى العالم كله بتوحيد الجهود وتكثيفها وحشد الدعم المادي والمعنوي لكافة الشعوب المتضررة منها.
وفي ضوء النتائج التي أسفرت عنها هذه القمة، قدمت المملكة دعماً مادياً سخياً قوامه خمسمائة مليون دولار ليشكل النواة الأولى للمبالغ المالية المستهدف توفيرها للتغلب على التحديات والمشكلات التي تسببت فيها هذه الجائحة، وما زالت المملكة تبذل جهوداً مكثفة في حث دول العالم على استكمال المبالغ المطلوبة، وكانت قد قدمت دعماً بمقدار عشرة ملايين دولار لمنظمة الصحة العالمية، ووقفت -جنباً إلى جنب- مع كثير من دول العالم المتضررة من هذا الوباء. وبرئاسة المملكة يواصل وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية في مجموعة العشرين، وكذلك وزراء التجارة والاستثمار، ووزراء الصحة، وغيرهم من المعنيين اجتماعات افتراضية متواصلة، بحيث تعمل كل مجموعة على وضع خارطة طريق متكاملة في مجال اختصاصها للتصدي لهذه الجائحة ومعالجة الآثار الناجمة عنها.
ثانياً: إن المملكة في هذه المرحلة تحظى بقيادة شابة تمتلئ بالنشاط والحيوية والتفوق والتألق، وتتسم بالجد والاجتهاد والتفاني والإخلاص، وهي تتمثل -في أبها صورها- في صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع -يحفظه الله- الذي نذر نفسه ووقته وجهده في سبيل خدمة دينه ثم مليكه ووطنه، وقطع على نفسه عهداً أن يواصل العمل ليل نهار حتى تصبح المملكة في طليعة دول العالم المتقدم في مجالات الحياة كافة.
وهو -يحفظه الله- مهندس رؤية المملكة (2030)، وأستاذ برامجها التنفيذية، ورائد أفكار التحديث والتجديد والتعمير والتطوير على مختلف المستويات.
ثالثاً: لقد تبلورت لدى المملكة رؤية طموحة هي رؤية (2030)، والتي من أهم أهدافها الاقتصادية تنويع مصادر الدخل في المملكة، وهو هدف تكرر في الخطط التنموية الخمسية العشر الماضية، إلا أنه لم يتحقق -بشكل واضح- إلا بموجب هذه الرؤية، فقد قللت المملكة كثيراً من اعتمادها على النفط كمصدر وحيد تقريباً، وأخذت تتجه بقوة نحو الاقتصاد القائم على المعرفة، وتحقيق التنمية المستدامة في المجالات كافة.
رابعاً: لقد جعل الله -سبحانه وتعالى- التوفيق والنجاح حليف هذه القيادة في اختيار الكفاءات القادرة على خدمة الوطن والمواطنين والمقيمين، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، والزمان المناسب، وقد كان هذا دأبها منذ مراحل التأسيس الأولى، حيث تتشكل الحكومات من صفوة المجتمع الذين يحملون أعلى الشهادات، ويمتلكون أفضل التجارب والخبرات، ويتميزون بالجهد الوافر والعطاء الزاخر.
خامساً: إن المملكة تعتمد الشورى مبدأً أصيلاً في سياساتها ومجالات عملها منذ عهد التأسيس، وقد مرّت الشورى بمراحل عدة حتى تبلورت في شكل مجلس الشورى الحالي، حيث صدرت تنظيماته، واكتملت مكوناته، وتطورت أدواته، وتعاظمت منتجاته.
وكان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- شاهداً على مسيرة هذا المجلس، وداعماً قوياً لقراراته، وبعد أن تولى -أيده الله- مقاليد الحكم في المملكة استمر اهتمامه، وتواصل دعمه، وتتابع حرصه على تمكين المجلس من القيام بدوره المحوري في المجالين الرقابي والتشريعي، وهو دائماً يشدد في خطاباته الملكية السنوية التي يلقيها في مجلس الشورى على أهمية هذا المجلس في بلادنا الحبيبة التي تتكامل فيها السلطات القضائية والتنفيذية والتنظيمية أي التشريعية، كما نصت على ذلك المادة الرابعة والأربعون من النظام الأساسي للحكم في المملكة، وذلك في إطار مؤسسي رصين يقوم على الثوابت والأسس والمرتكزات، وتحكمه اللوائح والأنظمة والتشريعات.
وتأسيساً على ما تقدم، وامتداداً للنجاحات الباهرة التي تفردت بها المملكة على غيرها من دول العالم في التصدي لجائحة فيروس كورونا المستجد، فقد صدر توجيه خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- مؤخراً إلى مجلس الشورى بعقد اجتماعاته واجتماعات لجانه بشكل افتراضي ليواصل مسيرته في تحقيق التنمية المستدامة في المملكة.
ومجلس الشورى يستشعر -بكل الفخر والاعتزاز- أهمية الدور الذي يضطلع به في سبيل الارتقاء بمستوى كم ونوع البرامج والنشاطات والخدمات التي تقدمها القطاعات الحكومية، وذلك من خلال دراسة تقاريرها السنوية، وإصدار القرارات اللازمة بشأنها، كما أنه يسعى إلى إيجاد بيئات تشريعية تعمل على الانتقال بالمبادرات الخلاقة، والمشروعات العملاقة، والإصلاحات الكبيرة، والإنجازات الكثيرة التي تشهدها المملكة في الآونة الأخيرة من الاجتهادات الفردية إلى العمل المؤسسي الذي يكتب له الدوام -بإذن الله تعالى-.
ويضم المجلس نخبة من الرجال والنساء أصحاب العلم والخبرة والاختصاص في مختلف المجالات الذين يتم اختيارهم بعناية فائقة، ويوجد به بيئة عمل متميزة تشجع على التفوق والتألق والإبداع؛ بما يسهم -بفاعلية تامة- في خدمة الوطن الغالي، ويعمل على النهوض به إلى مصاف الدول المتقدمة.
سادساً: لقد اختص الباري -عز وجل- هذه الأرض المباركة بشعب أصيل نبيل، يعبد الله على بصيرة، طيب القلب نقي السريرة، كله وفاء، وهو رمز الإيباء، فيه قوة، وعنده نخوة، فيه شهامة، ومنه الكرامة، لديه وعي كبير، وفيه خير كثير، ينتهج الموضوعية والوسطية والاعتدال، وينبذ الإرهاب والتطرف والانحلال، يعشق السلام، ويعيش في وئام.
وهو دائماً يقف صفاً واحداً خلف قيادته في لحمة وطنية قوية كعادته، يسمع التعليمات، وينفذ التوجيهات، ينشر المعلومات، ويحارب الشائعات، ويتحمل تبعات المسؤولية، ويترفع عن السلوكات الفضولية، وهو بهذا كله لا يدعي بلوغ الكمال، وإنما حسبه أنه إليه يشد الرحال.
سابعاً: إن المملكة اليوم تسير بخطى واسعة واثقة في مجال التخطيط والتطوير والتأطير والتقعيد والتقنين في مختلف قطاعاتها، وتعتمد الحوكمة والوضوح والشفافية في منهجياتها كافة، وتسعى إلى تحويل بيئات عملها إلى بيئات تحكمها مؤشرات قياس الأداء، ويسود فيها التفوق والتألق والإبداع.
وفي هذا العهد الزاهر ازداد اهتمام بلادنا بالعلوم والمعارف الحديثة، والتعاملات الإلكترونية والبيئات الرقمية، والعمل على توظيف معطيات الثورة الصناعية الرابعة، كما أولت عناية خاصة بالثقافة والسياحة والرياضة والترفيه والفن، وذلك بغرض الإسهام في تنويع مصادر الدخل، واستكمالاً للمقومات الأساسية في الحضارة السعودية.
وفي ظل عوامل النجاح والفلاح، ومتغيرات التطور والتحضر، ونواتج الإنجازات الهائلة، ومعطيات المواقف المشرفة، أصبحت المملكة العربية السعودية قوة عالمية يلتف حولها العالم كله عندما يحتاج إلى القيادة الحكيمة، والخبرة العظيمة، والسياسة القويمة، والرأي السديد، والتوجيه الرشيد، والدعم الأكيد، وقد تجلى ذلك -كما سبقت الإشارة- في رئاستها لمجموعة دول العشرين هذا العام، وقيادتها للعالم في مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد، وزعامتها للمعمورة، حينما تفاقمت مشكلة أسعار البترول، وبالإضافة إلى ذلك أضحت بلادنا صرحاً شامخاً في سماء الإنسانية ترنو إليه الخلائق في كل مكان، وغدت دوحة وارفة يتفيأ ظلالها القاصي والداني.
وفي الختام.. ندعو الله -سبحانه وتعالى- أن يتقبل من الجميع الصيام والقيام في هذا الشهر المبارك، كما نرفع أكف الضراعة إلى الله العلي القدير بأن يديم على هذا الوطن الغالي نعمه العظيمة كي يواصل مسيرة الخير والعطاء والنماء، وأن يحفظ بلادنا، وبلاد العرب والمسلمين، وبلدان العالم كلها أجمعين من هذا الوباء الفتاك، إنه ولي ذلك والقادر عليه.