فهد بن جليد
المدارس الأهلية مُلزمة بتخفيض رسوم الفصل الدراسي الثاني، هكذا نعتقد كأولياء أمور أو فهمنا على الأقل من التطورات الأخيرة وبعض التلميحات هنا وهناك، أنا وغيري كثيرون أحجمنا عن السداد في انتظار اتضاح الصورة أكثر وتقديم مُبادرات اجتماعية في هذا الجانب من قطاع التعليم الأهلي، أو حتى وجود آلية ومنَّصة إلكترونية موحَّدة للسداد، فيما يبدو أنَّ المُتضرِّر هم مُلاَّك هذا النوع من المدارس الأهلية خصوصاً الصغيرة منها، ومعهم الآلاف من المُدرسين السعوديين وغير السعوديين الذين تتوقف (النسبة غير المدعومة حكومياً) من رواتبهم على دفع تلك الرسوم السنوية -التي في ظنِّي- أنَّها ستبقى مُعلَّقة على الأرجح حتى الفصل القادم، ما يتطلَّب تحركاً سريعاً من وزارة التعليم التي أدارت ملف التعليم عن بعد باقتدار كبير، لتفصِّل في المسألة بتصريح واضح -لا تلميح- يزيد من ضبابية الموقف، (فإمَّا خصم يلتزم به الجميع، وإمَّا دفع يُعيننا الله عليه).
الموقف القانوني مُختلف حوله، فهناك من يرى إعادة الرسوم أو جزء منها نتيجة عدم تقديم الخدمة التعاقدية المُتفق عليها كاملة (يوم دراسي كامل) بعد إغلاق المدارس الأهلية احترازياً بسبب (فيروس كورونا)؟ وهناك من يرى أنَّ الرسوم حق كامل يذهب جزء كبير منه للرواتب والإيجارات وأنَّ المدارس الأهلية قدَّمت جهداً مُضاعفاً من أجل استمرار العملية التعليمية عن بعد وتكبَّدت خسائر أكثر للتكيُّف مع الحالة الجديدة؟ بالمُقابل يتحدث بعض أولياء الأمور عن أنَّ الخدمة التي تم الاتفاق على أساسها (المباني الخاصة والوسائل والتجهيزات) كانت مُعلَّقة؟ لذا السؤال المطروح هنا: هل جهد جميع المدارس الأهلية كان واحداً في استمرار العملية التعليمية والاختبارات والتواصل مع الطلاب؟ أم أنَّ برامج وزارة التعليم ومنصاتها الحكومية والمجانية هي من قامت بتلك المهمة نيابة عن الجميع، وكان دور بعض المدارس الأهلية تزويد الطلاب بروابط المدرسة الإلكترونية الحكومية وإحالتهم إليها؟ كثيرٌ من الأسئلة والاستفسارات المطروحة هنا وهناك تحتاج إلى إجابات حاسمة وواضحة.
بين هذا وذاك تبدو المدارس الأهلية التي اشترطت الدفع المُسبق قبل بدء الفصل الدراسي هي صاحبة الموقف الأقوى الآن، وإن كانت المُطالبات تطالها بمنح تخفيض في رسوم الفصل القادم، الأمر الذي أتوقّع معه أن يتغيّر أسلوب تحصيل رسوم المدارس الأهلية في الأعوام المُقبلة (ليُصبح مُقدَّماً)، وفي هذا الأسلوب فوائد عديدة تطال الطالب والعملية التعليمية لو طُبِّق بالفعل.
وعلى دروب الخير نلتقي.