في ظل جائحة كورونا، تكبر المسؤوليات على قدر الآمال والطموحات، وعلى قدر الصورة الإيجابية والسمعة النقية لوطننا الكبير (المملكة العربية السعودية) عالمياً، من ذلك تبرز المهمة أمام الإعلام الوطني كواحد من وسائل القوة الناعمة، زيادةً في نقل رسالة المملكة ونشر مبادئها وقيمها التي تتميز بها عبر أنواع منصاته إلى العالم.
رؤية قيادة هذا الوطن - أعزها الله - في ظل مساراتها اليومية تعطي الإعلام يومياً المادة الرافدة لصناعة رسالة ومحتوى إعلامي، لتبجيل قدرة العمل الإيجابي السعودي اليومي على التأثير وصناعة الفارق داخلياً وخارجياً، وتقديم المملكة للعالم باعتبارها أرض الإنسانية والفرص والإبداع والابتكار والتميّز والرقي والانفتاح والجذب.
بالأمس تم إعداد خارطة من المبادرات الإعلامية، وترتيب أولوياتها خلال هذه المرحلة، وتشكيل فرق مشتركة لتنفيذها، وهو نموذج مثالي، للفعل الإعلامي التعليمي المشترك الإيجابي، الذي يستدعي رصد الأحداث الإعلامية المؤثرة على المملكة وتوقعها والتنبيه لها مسبقاً، والتعامل معها بفكر إستراتيجي عميق يخدم المصالح الوطنية، ويروّج لها عبر جميع المنصات الإعلامية وبلغات متنوعة حتى تشيع الرسالة المطلوبة إلى أوسع غاية ممكنة في العالم.
في حديثه عن المبادرات والمقترحات التطويرية لمنظومة العمل الإعلامي في المملكة، وبحث الشراكات المستدامة بين الجامعات ووزارة الإعلام في المجالات الإعلامية التي تخدم العمل الوطني المشترك، لم تكن كلمات معالي وزير الإعلام الدكتور ماجد بن عبدالله القصبي موجّهة إلى عمداء كليات ورؤساء أقسام الإعلام في الجامعات السعودية عن بُعد، بل أيضاً لوسائل الإعلام، ليلتقط من رؤية القيادة الرشيدة -حفظها الله-، مسار الاتجاه والعمل المقبل الذي عليه بذله في خدمة الوطن.
الجهد المنتظر يحتاج في الحقيقة إلى مزيد من الكادر البشري الوطني في الجامعات وكليات وأقسام الإعلام بكل تخصصاتها القادر على فهم وتأمل هذه الرسالة، وبعده إيصالها بكل وضوح دون تشويه أو تشويش، وهذا يضع وزارة الإعلام ووزارة التعليم أمام تحدي تهيئة وتطوير خبراء إعلاميين في فهم القضايا العالمية بلغات مختلفة، والمبادرة في إنشاء مراكز فكر افتراضية؛ بشراكات داخلية وخارجية تخصصية في مجال شبكات التواصل الاجتماعي وغيرها من الوسائل الحديثة، واستمرار العمل على ردم الفجوة بين الجوانب الأكاديمية للإعلام في الجامعات، وبين تلبية احتياجات سوق العمل من المهنيين المتخصصين، وهو ما دعا إليه معالي وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ.
من هنا، فإن الدور الذي يجب على الإعلام أن يلعبه في المرحلة القادمة هو الخروج عن تغطيات الأحداث ومتابعتها وتحليلاتها ونقل أخبارها فقط، إلى مرحلة أكثر بعداً وأهمية ينقل فيها أيضاً رسالة وقيم هذا الوطن العزيز على قلوبنا إلى العالم أجمع، بما يعزز صورته حاضناً للإنسانية والفرص والإبداع والابتكار والتميّز والرقي والانفتاح، عبر تطوير محتوى يقوم على المشاركة والتكامل والتفاعل مع كل ما يحقق مصالح الوطن العليا.