في زمن غابت عنه الكثير من شعارات الإنسانية المشهورة الرنانة والتي غلبت أصداؤها القاعات البرلمانية وبعض المنصات الرئاسية، حيث تجلت فيها المواقف غير المسؤولة وقرارات الحكومات المهزوزة وإجراءاتها الضعيفة والمبتورة، أشرقت شمس بلادنا الإنسانية من بين غيابهم بإنسانيتها وعنايتها ومسؤوليتها المعهودة، لتسطع بأفعالها في أرجاء كل المعمورة، فمملكتنا الغالية قدَّمت للعالم أجمع دروسًا في المعنى الحقيقي للعلاقة بين الحاكم والمحكوم وأن المواطن والمقيم في بلادنا من أولى اهتمامات القيادة وفي المقام الأول، حيث بذلت وما زالت تبذل المزيد من مقدراتها وأموالها وجهودها لمعالجة ظروف كل شرائح المجتمع دون تمييز.
فإذا نظرنا للقرارات الملكية العاجلة وآلية معالجتها للآثار الاقتصادية المترتبة على الكبير والصغير المواطن والمقيم نقف إعجابًا بها دون تردد، وإذا توقفنا عند جهود الجهات الحكومية صحية وأمنية وتطوعية وحسن تجاوبها وتعاونها مع الجميع وتذليل كل الصعوبات والمعوقات أمام حاجات المواطنين والمقيمين نقف لها أيضًا إعجابًا بمنجزاتها، وإذا ذهبنا تجاه جموع المواطنين سنجد الوعي الذي سطَّروه بالالتزام وأخذهم أزمة كورونا على محمل الجد والتعامل معها بكل موضوعية في تجاوب واضح مع الإجراءات الاحترازية والبرامج التوعوية، وهو ما يجعلنا نقف ألف مرة احترامًا لفرسان مقاومة هذا الوباء والتزامهم بالحظر واتباعهم إرشادات الأجهزة الحكومية، وحيث إن المعركة لم تنته بعد وما زلنا نخوض غمارها خلف قيادتنا وجب علينا الحرص على المحافظة على النتائج والمكتسبات المحققة من خلال التزامنا الكلي بتعليمات وزارة الصحة والأجهزة المعنية، لنقطف -بتوفيق الله ومشيئته ومن ثم جهود الجميع - ثمار تجاوز هذه الأزمة العالمية بأقل الخسائر والأضرار.
فمن متابعتنا للأوامر الملكية نعي أننا نعيش في مملكة الإنسانية والرحمة، ونقيم في مجتمع سطَّر بأفعاله وتعاونه وانضباطيته أروع أمثلة الوعي والمسؤولية، مما يقودنا للتأكيد على وجوب استمرار التعاون مع الأجهزة الحكومية لنؤكِّد للعالم أننا شعلة نجاحات جاذبة ومضرب للأمثال.