علي الخزيم
أحسنت الإدارة العامة للدفاع المدني بالمملكة بإطلاق حملتها التوعوية (سلامتك بمنزلك غايتنا)؛ ويبرز جزء من أهميتها كونها مصاحبة للأوضاع الراهنة وبقاء المواطنين بمنازلهم جراء جائحة كورونا، وهذا مدعاة لزيادة الأحمال الكهربائية وانكشاف عوار بعض الأجهزة والأسلاك والتمديدات القديمة التي لن تتحمّل زيادة الضغط عليها مع مضاعفة العمل خلال البقاء بالمنازل أطول مدة زمنية هذه الأسابيع، وكان هذا مُرتكز توضيحات مدير عام الدفاع المدني الفريق سليمان العمرو حينما نبَّه إلى أن: الحملة تهدف للتأكيد على أهمية توافر وسائل السلامة الوقائية بالمنزل مثل كواشف الدخان ومطفيات الحريق والأخذ بأسباب وسبل السلامة من المخاطر التي قد تتعرَّض لها الأسرة كزيادة الأحمال على التوصيلات الكهربائية مع تشغيل أغلب الأجهزة الكهربائية، وأخطار الأعمال المضاعفة بالمطابخ.
وتضمنت فعاليات الحملة التي تستمر عدة أسابيع معلومات و(إنفوجرافيك) ومقاطع فيديو للتثقيف الأسري وتعليمات تتعلَّق بالتعامل السليم مع الأجهزة الكهربائية، وحددت الحملة جملة من المسببات ومصادر الخطر بالمنازل داعية لتوخي الحيطة والحذر منها؛ تشمل على سبيل المثال لا الحصر: عيوب الشبكات والأجهزة الكهربائية أو سوء استخدامها، وعيوب تمديدات ومحابس الغاز، والمسابح وأحواض الاستحمام والخزانات، وغيرها.
وحين تقوم مؤسسة نشطة كالدفاع المدني بإطلاق مثل هذه الحملة فإنهم يقومون بواجبهم ومسؤوليتهم الاجتماعية المنتظرة منهم تجاه المواطن والمقيم، غير أن هذه المسؤولية لن تكتمل عناصرها والنتائج المرجوة منها إذا لم يقم المواطن ذاته بالتفاعل معها وتنفيذ مضامينها على الوجه الأكمل والتعاون الناجع مع الدفاع المدني بدءًا من منزله بتفقد كل تمديدات الطاقة ومصادر الكهرباء والغاز والإنارة، ومدى كفاءة وصلاحية الأجهزة لا سيما تلك التي تتعرّض للحرارة. ومن المهم جداً ملاحظة الأطفال وإبعادهم عن المطبخ بصفة خاصة ومتابعتهم عند السباحة بالمسابح وتفقد جاهزية وسلامة المسابح ذاتها، ومراقبة طريقتهم بشحن أجهزتهم المحمولة لئلا تكون الشواحن بالية مستهلكة أو تحميلهم المقابس فوق طاقتها، أو ترك الأجهزة تعمل أو تُشحَن أثناء لهوهم أو خلودهم للنوم ففي ذلكم خطر داهم لا قدَّر الله، ولهذا كان لزاماً على كل رب أسرة أن يبادر لتوفير المناسب من طفايات الحريق تحسباً للطوارئ وتلبية للتوجيه النبوي الشريف: (اعقلها وتوكل)؛ والتعرّف على خاصية كل نوع من الطفايات لئلا تكون النتائج عكسية حين تستخدم طفاية لغير أغراضها، فمن المهم جداً الاطلاع على ملصق إرشادات الاستخدام والكتيبات المرفقة بالأجهزة كالميكروويف ولمعرفة نوع مادة الطفايات وفيم تستخدم والتأكد من صلاحيتها قبل الاستخدام.
ويحسن التنبيه لما شاع هذه الأيام بين بعض المواطنين بإظهار مهارات طبخ أطباق مشهورة بمناطقهم وتصويرها وطلب إبداء الرأي من المتابعين عبر منصات التواصل الاجتماعي؛ فليس كل من دخل السباق بمتمرس ويجيد التعامل مع الأجهزة ومصادر الحرارة والطاقة، أو ضليعاً بكيفية الوقاية من الحرائق لو شَبَّت النار بمنزله بين أفراد أسرته، فللتباهي محاذير وأصول مرعيَّة، فلو دخلت السباق بحصان غير مدرب فسيؤذيك أنت ومَن حولك! تابعوا حملة الدفاع المدني وتعلّموا منها الدروس لوقاية أنفسكم.