فهد المطيويع
يعرف الجميع أن إبداع الهلال لا يقتصر على الملاعب فقط، ولا يقتصر على إبداع لاعبيه وإنجازاتهم المتلاحقة، بل يمتد هذا الإبداع أيضًا لجماهيره التي لا تقل عطاء عن نجومه الكبار؛ فيكفى ما نشاهده من صور جميلة لهذا الجمهور الممتع والعاشق المتيم بحب الهلال. والأجمل ما قامت به من إبداع بعد تحقيق البطولة الآسيوية السابعة عندما لخبطت أوراق المتهكمين من جماهير بعض الفرق، وألجمت إعلامه، وأدخلتهم مجبرين في دوامة الضغط المرتفع. بالفعل كانت هجمات الهلاليين المرتدة سريعة ومباغتة وموجعة أيضًا؛ فيكفي أنها عرَّت إعلامهم بعد أن اعتقدوا أنهم كانوا مسيطرين على الشاشات بإسقاطاتهم على الهلال وجمهوره الذي كان مشغولاً بالأهم، وعلى اعتبار أن من في (الأمام) لا يلتفت لمن خلفه، ولكن لأن للظروف أحكامًا، ولأن جمهور الهلال أراد أن يضع الأمور في نصابها الصحيح، فلاعبهم (بأسلوبهم)، (ولعب) فيهم بأسلوبه، وتفوّق. بالفعل أسابيع لا تنسى، وقد يأتي المزيد من الألم والمعاناة إن اضطرت جماهير الزعيم إلى أن تزيد جراحهم في مناسبات قادمة، وهي بالفعل قادرة على قلب الطاولة متى ما أرادت. حاليًا يعيش هذا الإعلام البائس مرحلة التقاط الأنفاس بسبب الظروف الحالية، خاصة بعد أن أصبحت الآسيوية أكثر من صعبة قوية، بل أبعد من نجوم الثريا؛ لهذا فهم في بحث دائم عن أي شيء يحفظ لهم ماء الوجه! بالفعل أثبتت فرحة البطولة الآسيوية أن لكل مقام مقالاً، وأن الموضوع أكبر من أن تهزم الهلال بدعم الفرق التي تنافس الهلال، وأكبر من أن تحب فريق أوراوا، وتتعلق بتلابيبه؛ ليحقق لك الأماني والفرح الكاذب الذي يغطي فشل المنافسة. على أية حال، تجربة الآسيوية بالنسبة لإعلام ذلك الفريق كانت كابوسًا لا ينسى، خاصة بعد أن رددت الجماهير الهلالية أهزوجتهم رغمًا عنهم، وجعلت من آسيويتهم حلمًا لا يمكن تحقيقه من الملعب بالمقاييس الفنية الآسيوية!! هذا هو واقع الحال، وهذا هو واقع المنافسة. عمومًا، لا نملك إلا أن نرفع القبعة لهذا الهلال، ونقول له: لله درك، أخذت كل شيء، وتركت لهم الثرثرة وحب الأندية بالمراسلة.
وقفة:
كل عام والجميع بخير، ومبارك عليكم الشهر.