أبرزت أزمة كورونا نجاح وتميز قيادتنا في إدارة الأزمة، وذلك باتخاذ حزمة من القرارات الحكيمة لحماية أرواح مواطنيها والمقيمين على أرضها الطاهرة والقيام بتدابير وقائية سريعة وصحيحة تحد من انتشار هذا الوباء الخطير وحصاره، ثم توالت القرارات الصائبة نحو الشق الاقتصادي والمعيشي للمواطن من خلال إصدار حزمة أخرى من القرارات الاقتصادية التي هدفت إلى استقرار الاقتصاد والأسواق وحماية مكونات الاقتصاد الوطني من الشركات الكبرى والمتوسطة والصغيرة، وشملت جميع الأنشطة والقطاعات المختلفة، وضخت مليارات الريالات تحقيقاً لهذا الغرض وتحملت الدولة العبء لكي يكون المواطن بأحسن حال في مواجهة هذه الأزمة، وقد تحقق هذا الهدف -بحمد الله- فكل مواطن آمن مطمئن قرير العين في منزله بين أهله ومحبيه. ومن حسن الطالع أن قيادة هذا البلد عندما أخلصت لله في كل أمورها ثم لشعبها بارك الله في جهودها وأعزها وأصبح الإنسان السعودي مضرب مثل في الإخلاص لولاة أمره ووطنه وأثبت تميزه في خدمة وطنه وفيما أوكل إليه من مهام، وليس غريباً أن نرى كيف مع جائحة كورونا تميز رجال ونساء هذا الوطن كل من موقعه وعلى رأسهم الكوادر الطبية والصحية ورجال الأمن البواسل والمرابطون الأبطال على حدودنا الجنوبية وكل منسوبي وموظفي الجهات الحكومية، وتوج هذا التوهج والعطاء والالتزام والإخلاص وحب الوطن حتى من المواطن العادي الذي التزم بما وجهت به القيادة الحكيمة من التعاون والالتزام بما اتخذته الدولة -حفظها الله- من قرارات لصالح المواطن احترازياً ببقائهم في منازلهم والعمل عن بعد. والقسم الآخر الذي يتطلبه الميدان لم يتقاعس أو يتأخر في التضحية بسلامته وصحته فداء للوطن وخدمة المواطن والطاعة لولي الأمر. لقد وقف المسئول والموظف والجندي والطبيب والمعلم والمهندس في خندق واحد لمكافحة كورونا وقبل ذلك وبعده لمكافحة من تسول له نفسة المساس بلحمة ومكتسبات هذا البلد أو التعدي على شبر من أرضه الطاهرة. أليس في هذه اللحمة والحب والولاء المتبادل بين القيادة والشعب نموذجًا قلما تجد له مثيلاً بين شعوب الأرض.