القيادة والتخطيط تحتاج للحنكة والجرأة في اتخاذ القرارات كذلك استشراف المستقبل والتنبؤ ووضع الخطط البديلة التي تضمن تحقيق الأهداف والوصول إلى النتائج المرجوة بأقل خسائر ممكنة.
كل هذا تجلى في قرار معالي وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ الذي نزل فرحًا على قلوب المواطنين قبل بيوتهم وأنهى هيبة الترقب والتفكير في القادم الذي أرهق الطلاب وخصوصًا من هم على وشك التخرج وإنهاء مراحل التعليم العام.. تلك الليلة التي تسجل ضمن ليالي القرارات التاريخية ليصبح الخميس الذي فقد أنسه في خضم جائحة كورونا عريساً وتدب الحياة فيه من جديد.
عرف الوطن أنه لن يضره توقف الحياة جزئيًا لأن حبه لأبنائه الذين هم ثروته الحقيقة أكبر من كل شيء، وليقف ملكه خادم الحرمين الشريفين الشامخ بتوفيق الله وقوته، وكأن لسان حاله يقول: (ابقوا في منازلكم فخسارة يمكن تعويضها خير من نهاية لحياة حفرنا الصحراء من أجلها وعانقنا السحاب بقوة روحها).
بناء الإنسان هو أساس ازدهار الشعوب هو الهدف الأسمى لكل دولة تريد أن تتقدم وتكون ضمن أكثر الأماكن رفاهية وراحة لمواطنيها. أن تتبني البيوت ولكن لابد أن يحسن الساكن المحافظة عليها حتى لا تتقادم وتتهالك، لذلك صناعة الوعي واجب وطني به نكون قد شكلنا مواطنًا قادرًا على مواجهة التحديات والوقوف في وجه كل تيار مضاد يسعى للإفساد. أن يشعر المواطن بالأمان وبأهميته وكونه الأهم والمهم من هنا تبدأ الريادة وتحقيق المستحيلات.
مجرد الإحساس أن هناك من يخاف عليك ويساندك يبعث في روحك القوة فما بالك إن كان من يفعل ذلك وطن! كل هذا استشعرته عندما تم أخذ عينه مني لإجراء فحص كورونا للاشتباه بالأعراض المصاحبة لتعبي خلال تلك الفترة ولكوني أعاني من حساسية في الجهاز التنفسي. حرص المركز الصحي والأطباء فيه على سلامتي وكذلك تبليغ وزارة الصحة التي بدورها تواصلت معي للاطمئنان وتحديد موعد العينة ومتابعتهم لي خلال فترة انتظار النتيجة وبعد مرور 72 ساعة علمت أن النتيجة سلبية ولله الحمد. لم يتوقف الأمر عند النتيجة السلبية ولكن استمر حرصهم على التواصل سواء كان بالرد الآلي الذي يحدد لك خيارات هل ما زلت تعاني من الأعراض أو لا أو باتصال المنسقين الذي لم يتوقف إلا بعد أن سكنت كل الأوجاع وعادت درجة حرارتي للاستقرار ولله الحمد.
خلال تلك الفترة لم تعلم أمي ولا أبي بوضعي الصحي لوجودي في منزلي ولحرصي على أن لا أسبب لهم القلق والذعر، ولكن رغم أني لم أحظ بدعم الوالدين فقد وجدت الوطن لي أماً وأباً وهذا كله من فضل ربي الذي اختارني لأكون ابنة للسعودية، ابنة لكل مسؤول في هذا الوطن وليس لأب واحد فقط ، وأن يكون حضن أمي وصدرها وحنانها مساحات شاسعة من أقصى الشمال إلى حدود الجنوب وذراعاها تطوقاني من حدود الشرق إلى الغرب.
شكر النعم واجب حتى تزيد.. فاللهم لك الحمد على نعمة السعودية وحكامها وكل مسؤول فيها يخاف الله فينا.
* الثالث والعشرون من شهر شعبان لعام ألف وأربعمائة وواحد وأربعين يضاف للتاريخ السعودي، ولكنه لن يكتب على الورق حتى يتذكره الجميع فهو ختم الأمان الذي طبع على قلوب كل أبناء الوطن وبه يستمر نجاح السعودي بحول الله وقوته.. دمتم سعوديين.