د. خيرية السقاف
حتى الآن تتفوّق الإجراءات في المملكة لمواجهة الجائحة، ومحاصرتها، بدءاً بالتدابير الاحترازية، فالتوجيهات، فاستقبال الحالات، فعزل الإصابات، فالمنع من العمل، والاختلاط، فتوقيف الأنشطة التجارية باختلافها، فإيقاف الطيران، فالمواجهة الصريحة بالأوضاع الصحية، فشراكة الأمن بفئاته ونقاط تمركزه، وساحات انطلاقه، فعزل المدن، فالعزل الداخلي للأحياء، فالمناطق، فحصر مواقع انتقال العدوى، فتحديد الفئات الناقلة لها، فعقد القمة الافتراضية لمجموعة العشرين لمقتضى الحالة، فمواجهة الإنفاق المادي لتوفير احتياجات المواطن، فتحمّل نفقات التوقف عن العمل، فإمداد القطاع الخاص بمورد مادي مقتطع يقيل عثرة المرحلة، فاحتواء المواطنين خارج الوطن، فإعادتهم إليه بمنتهى الأريحية، والتكريم، فخفض سعر البترول بوعي تام للمآلات مع ثقة القرار وقوته، فالمسح الصحي الميداني لمواجهة تصاعد الجائحة بقوة، فالكشف عن بؤر العدوى، فالاتفاقات الخاصة مع الدول المعنية لمواجهتها بالسبل التقنية والعلاجية والدوائية المقننة، بالبحث والتجريب المخبري لاكتشاف علاج فعَّال، فالتخفيف من ساعات منع التجول بعد تمديده، وليس آخراً باستقطاب ثمانين طناً من المواد الصحية، والمستلزمات الطبية اللازمة للوضع من الصين، فبذل مليار من العملة الوطنية لعقد فخم واستباقي لم تتخذه أية دولة متقدِّمة في العالم، تم توقيعه مع الصين لتسعة ملايين فحص من أجل القضاء على الوباء، واستقبال خبرائهم للعمل مع الكادر الصحي الوطني لهذا الغرض، كل هذا لتطهير الوطن من الجائحة، وآثارها بالاستفادة من خبراتهم السابقة في الوضع..
تصرفات سريعة، ونابهة، واستباقية، ومدروسة، وحكيمة، مع كل الذي أفنته من الجهد وحسن التدابير، وعظمة القرارات، والأوامر العقول المدبرة، والحكيمة لقادة الوطن، ولجميع مسؤوليه المباشرين، والمعاونين، باختلاف أدوارهم، ومهامهم الصحية والأمنية، والاقتصاد، والبلديات، والمرور، وهم على قدم وساق، لا ينامون، بل يتابعون الأفراد في بيوتهم عبر الرسائل النصية التوجيهية، ومنصات تواصلهم، ويقفون قيد الإجابة، وعند أي سؤال، حيث أنشئت قنوات تواصل الأفراد بالصحة والأمن..
لم يطالب الأفراد إلا بثقة في وعيهم للالتزام بقيود الاحتراز لا غير وبينما الناس تقضي في راحة داخل بيوتها أوقاتها آمنة نفوسهم، مطمئنة قلوبهم، وتدب لساعات خارجها لتحصل على احتياجات غذائها ودوائها، فإنهم هؤلاء العظماء لا ينامون..
لله درُّك من وطن، لله درُّ قائدك، لله درُّ ولي العهد، لله درُّ رجالك الخلَّّص..
فيا وطن، يحق لك أن تفاخر بكل هؤلاء، وبكل هذا الذي صنعوه، ويفعلون..
وللناس فيك أن يكونوا على قدر المسؤولية أمام هذا العطاء منقطع النظير، والرعاية فارهة المناف..
عافاك الله، وأدام عليك الأمن والسلامة والسلام، وعليهم أجمعين.