م/ نداء بن عامر الجليدي
استبشر زملائي المعماريون، وكذلك المهتمون بالقرار الحكيم، بإنشاء هيئة فنون العمارة والتصميم التي تندرج تحت مظلة وزارة الثقافة. هذا القرار لم يكن مفاجئًا للمتابعين إذا علمنا باهتمام القيادة بهذه المهنة، وأهميتها كممكِّن لتحقيق رؤية 2030. ولم يكن للمعماريين في السابق هيئة أو جمعية مسؤولة عن تطوير قطاع العمارة وفنونها على غرار الدول المتقدمة، كأمريكا وبريطانيا. والحقيقة المُرة هي غياب الجهة الراعية للعمارة، هو من أول الأسباب التي جعلت من المعماري السعودي ينقطع عن العالم الخارجي بعرض ما لديه من نتاج تصميمي؛ فقد سمعنا بطبيب سعودي مشهور خارج البلاد، وكذلك اقتصادي ومحامٍ... إلخ، لكن هل سمعنا بمعماري سعودي نثر إبداعاته التصميمية في إحدى البلاد، الغربية منها أو الشرقية؟ مما ولد حالة من العزلة الخارجية لديهم، التي بدورها أثرت في إمكانيات المعماريين السعوديين. ولكن في نهاية النفق انبثق لنا من خلال هذا القرار طموح بأن تكون هذه الهيئة مسؤولة بشكل كامل عن تطوير قطاع العمارة والتصميم؛ لأنها أم الفنون - كما قيل - وتتمتع بالشخصية الاعتبارية العامة والاستقلال المالي والإداري، وتحت رعاية وزارة الثقافة.
ولعلي هنا أتساءل بحكم اطلاعي على تعيينات رؤساء تنفيذيين للهيئات التي تحت مظلة وزارة الثقافة، وكانت ضمن قرار مجلس الوزراء المصاحب لإنشاء هيئة فنون العمارة والتصميم، وقد عُيّن لها رؤساء تنفيذيون، وبدأت بالانطلاق. وهيئة فنون العمارة لم يُعيَّن لها رئيس تنفيذي، ولم تنطلق بالبدء بمهامها. ويكبر السؤال في مخيلتي عندما ألتفت يمنة ويسرة، وأتساءل: أين المعماريون السعوديون الذين يمكن لأحدهم أن يتولى هذا المنصب، وهو الآن بعيد عن عين المسؤول بوزارة الثقافة؟ هل من المعقول أنه لا يوجد لدينا معماري شاب طموح لتولي دفة قيادة هذه الهيئة؟ أم إن المعماري غير مكترث بتسويق منجزاته وإبراز أعماله؛ ليتم استقطابه لمثل هذا المنصب الذي سوف يقود دفة العمارة وفنونها إلى بر الأمان، وتحقيق الأهداف المرجوة من الهيئة؟.. ودمتم بود.