أحمد المغلوث
وهكذا يأتي شهر رمضان بأيامه ولياليه الكريمة، وكل مسلم ومسلمة في العالم ينتظرونه بشوق؛ فهو يمثل لنا جميعًا معاني غنية بالرضا والتسامح والتآخي.. إنه شهر الخير والبركة.. وليغيِّر البعض من عاداته الرتيبة ؛ إذ يقبل الجميع على الاهتمام المبكر بكل ما له علاقة به؛ وبالتالي كل مسلم يسعى وأهل بيته إلى تغيير الروتين اليومي المعتاد؛ لينطلق مع أفراد أسرته لمواكبة ما يفرضه علينا من عاداته وطقوسه المحببة من العودة المكثفة لقراءة القرآن الكريم، ولمحاولة الكثيرين منا في وطننا وغير وطننا السعي لختم القرآن الكريم أكثر من مرة، بل يتنافس أفراد الأسرة على الأكثر ختمًا للقرآن في هذا الشهر الكريم، والوجود في الجوامع والمساجد لصلاة التراويح.. هذا ما عودنا عليه الشهر الكريم فيما مضى من زمن. أما هذا الشهر فلقد فرضت الإجراءات الصحية الاحترازية نزولاً عند تداعيات جائحة كورونا أن يصلي الواحد منا داخل بيته.. ومن أجل ذلك نشطت العديد من المواقع الإسلامية، وكذلك القنوات الفضائية؛ لكي توجه من خلال رجال الدين الأفاضل إلى طريقة صلاة التراويح في البيت، وذلك وفق ما علمناه علماء المسلمين، وعدد ركعات الصلاة في شهر رمضان، ومنها كيفية صلاة التراويح في البيت التي يجب أن تكون بحضور رب الأسرة، أو الابن الأكبر، أو الأم، أو البنت الأكبر، وذلك بشروط معينة من أجل أداء صلاة التراويح جماعة، وكيفية قراءة القرآن من المصحف في التراويح. والجميل أن بعض البرامج الدينية في مختلف القنوات ذات الطابع الديني استضافت بعض رجال الدين لشرح كيفية صلاة التراويح في البيت.
تجدر الإشارة إلى أن وقت صلاة التراويح بعد أداء فرض صلاة العشاء، والأفضل أن تصلى بعد السُّنة. هذا، وقد تعلمنا ونحن في مقاعد الدراسة أن صلاة التراويح يستمر وقتها إلى طلوع الفجر.
وماذا بعد؟.. بفضل الله إننا نصوم هذا الشهر الكريم ونحن نعيش في وطن كريم معطاء، أياديه البيضاء توجهت بالخير كعاتها دائمًا إلى تقديم كل ما من شأنه مساعدة الأشقاء وغير الأشقاء في العالمَيْن العربي والإسلامي؛ إذ قدمت مئات الآلاف من سلال الأطعمة والأغذية المناسبة للشهر الفضيل لمن هو بحاجة إليها في الداخل والخارج، من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة، أو عبر قنوات جمعيات البر الخيرية وفروعها المنتشرة في مختلف مناطق ومحافظات الوطن.. وكل رمضان وأنتم بخير.