المحامي/ يعقوب المطير
قد يكون أجمل خبر في الأوساط الرياضية هو تقدّم المملكة العربية السعودية بطلب استضافة مدينة الرياض لدورة الألعاب الآسيوية لعام 2030 للنسخة الإحدى والعشرين من الألعاب الأولمبية، بموجب طلب رسمي عبر اللجنة الأولمبية السعودية قبيل انتهاء المهلة المحدَّدة يوم الأربعاء الماضي، حسب ما أعلن عنه المجلس الأولمبي الآسيوي، الذي يترأسه الكويتي الشيح أحمد الفهد الصباح.
وبدون أدنى شك أن استضافة مدينة الرياض لهكذا حدث رياضي مثل بطولة أسياد آسيا «دورة الألعاب الآسيوية 2030» الذي يعد الحدث الرياضي الأكبر والأهم على مستوى القارة الآسيوية، إذ تشارك من خلاله 45 دولة آسيوية، وأكثر من 10 آلاف لاعب ولاعبة، في 40 لعبة رياضية مختلفة، تزامناً مع نفس السنة التي سوف تحتفل فيها المملكة العربية السعودية -بإذن الله- لتحقيق أهداف رؤية 2030 .
الكثير منا يتساءل عن ما هي التحديات التي سوف تواجهها مدينة الرياض لاستضافة هذا الحدث الأولمبي الآسيوي على مستوى قارة آسيا، بهكذا عدد كبير من الرياضيين (ذكور، إناث) في 40 لعبة، فهذا تحد كبير بحد ذاته، والمملكة العربية السعودية بإمكانياتها البشرية والمادية والرياضية قادرة على تجاوز هذا التحدي الكبير بامتياز كعادتها في استضافة الأحداث الرياضية العالمية المختلفة في السنوات الماضية.
فالسؤال الذي يطرح نفسه: ماذا ينقص مدينة الرياض لاستضافة هذا الحدث الرياضي الآسيوي الضخم؟ والجواب هو توفير بنية تحتية رياضية على مستوى عال من الجودة، مثل إنشاء قرية أولمبية بمدينة الرياض، تستضيف من خلالها القرية أكبر عدد ممكن من الألعاب الرياضية وملاعب التدريب ومكاتب للمسؤولين والإعلاميين، وكذلك بناء بعض الصالات الرياضية المغلقة متنوِّعة الاستخدام، وكذلك بناء ملاعب رياضية إضافية على المنشآت الرياضية الموجودة حالياً، وأيضاً إعداد الكوادر الرياضية السعودية لهذا الحدث الرياضي الضخم، بحيث ما زال لدينا متسع من الوقت لتحقيق متطلبات استضافة دورة الألعاب الآسيوية التي سوف تُقام بعد عشر سنوات من الآن.
ولكن مهلاً حتى تاريخه لم يُحسم الأمر في اعتماد فوز الرياض باستضافة دورة الألعاب الآسيوية 2030 ! حيث يعتمد الفوز بملف الاستضافة لدورة الألعاب الآسيوية على تصويت المجلس الأولمبي الآسيوي في شهر نوفمبر القادم، أي بعد سبعة شهور من الآن، فينبغي على اللجنة الأولمبية السعودية العمل من الآن ومضاعفة الجهود من أجل إعداد ملف قوي ومكتمل الأطراف والاستعانة بخبراء رياضيين في هذا المجال، للفوز بملف الاستضافة لدورة الألعاب الآسيوية، فالسعودية العظمى بمكانتها تستحق أن تنظّم هذا الدورة الآسيوية الضخمة.