«احذر تسلم» مقولة أو هي حكمة على الإنسان أن يأخذ بها في كل زمان ومكان، فكيف في زمان كورونا القصير إن شاء الله، حين يتبع المواطن والمقيم تعليمات وإرشادات ونصائح وزارة الصحة فقد توخَّي الحذر وابتعد عن الهلع كفانا الله شر الهلع. وحين يأخذ المواطن والمقيم بتعليمات وزارة الداخلية فقد وصل إلى شاطئ الأمن والأمان. جهات حكومية كثيرة لها أياد بيضاء تمدها في زمن كورونا. أجهزة الدولة قدَّمت أنموذجاً رائعاً شفافاً متميزاً في التعاطي مع أزمة كورونا.
المتحدث الرسمي لوزارة الصحة شفاف في معلوماته وطرحة وإجاباته وإرشاداته فلماذا البعض يتداول تلك «الشائعات» التي تصل بالإنسان إلى حد الهلع، تحذير النيابة العامة في تداول ونشر الشائعات وتلك العقوبات التي قرَّرتها سوف تحد كثيرًا من تلك الشائعات في وسائل التواصل الاجتماعي. جميل وجميل جدًا الابتعاد عن التجمعات التي تزيد من خطر التعرّض لفيروس كورونا وتقليل الخروج للأسواق والمولات والمطاعم والزيارات العائلية. الجميع والحمد لله تقيد بالإجراءات الوقائية والاحترازية التي أوصت بها وزارة الداخلية في تعليق إقامة المناسبات في صالات الأفراح أو الاستراحات أو قاعات المناسبات والفنادق الهدف من ذلك حماية المواطن والمقيم.
أخي المواطن والمقيم حين تشعر بأعراض كورونا لا تذهب للمسجد لتصلي أو تختلط مع الآخرين، بل احجر نفسك لتقي نفسك وتقي أحباءك من حولك، ديننا الإسلامي قد عالج مثل تلك الحالات قبل 1400 عام والذي بات يعرف اليوم بالحجر الصحي؟ عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه أنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (إِذَا سَمِعْتُمْ بِهِ [يعني: الطاعون] بِأَرْضٍ فَلَا تَقْدَمُوا عَلَيْهِ، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلَا تَخْرُجُوا فِرَارًا مِنْه). الحجر المنزلي لمدة 14 يوماً هي مسؤولية وطنية وأخلاقية للمواطنين الذين قدموا من دول موبوءة.
الإعلام وبكل ألوانه ووسائل التواصل الاجتماعي لها دور كبير وفعَّال في التوعية عن مخاطر كورونا وكيفية دحر الشائعات والاستماع إلى المتحدثين الرسمين الذين يمثِّلون وزارات الدولة. يوم أمس القريب الشائعة عن إصابة عاملين في أحد الأسواق بكورونا وعلى من قام بالتسوّق فحص نفسه لا تتخيلوا الهلع الذي أصاب من حولي لعدة ساعات والذين تسوَّقوا من هذا السوق لكنه حين نفى هذا الخبر المتحدث الرسمي عادت المياه إلى مجاريها، إن عقوبة نشر الشائعات هو الحل لهؤلاء الذين يلعبون بمشاعر المواطنين والمقيمين.
وفي الختام جهود الدولة في مكافحة فيروس كورونا كبيرة جدًا وعلى المواطنين والمقيمين التقيد بالإرشادات والتوجيهات الصادرة منها وعدم متابعة الواتس وقراءة الشائعات والذهاب إلى المصدر الصحيح. حفظ الله بلادنا وجميع بلاد المسلمين من الأوبئة والأمراض. تحيَّة خالصة لأبطال وزارة الصحة في الميدان وفي كل مكان وزمان.