لنعمل معًا.. لننتصر على هذه الجائحة وتداعياتها.. الإنسان أولاً.. جمل أعمدتها الرئيسة، ثلاثية روحية من التضامن والتكاتف العالمي من أجل البشرية، فمن يقرأ كلمات خطاب الملك سلمان بن عبدالعزيز -أطال الله عمره- يدرك جيداً ما أحدثه هذا القائد الاستثنائي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، قافزاً بالمملكة بكل قراراته السباقة إلى المصاف العُليا، مُحدثاً نقلة غير مسبوقة لهذا الوطن الغالي، ليستحق قيادة كبار اقتصاديات العالم، فمن يعش حاضر المملكة في عهده، يدرك تماماً أثر نهجه المتواضع، سباقاً لجائحة هي اليوم كاشفة دولاً عُظمى وقدراتها القيادية، التي أظهرت ما نحن عليه بفضل الله، فلِمَ لا؟ وقد لوحظ الاهتمام الذي يوليه -حفظه الله- لكل مواطن ومقيم، بعطاء لا حدود له، لبناء وطن بعزة وشموخ.. فمساحة الحُب التي يملكها ليس في المملكة وحسب، بل وللعالم، تجعلنا نفخر ونعتز بقائدنا ووطننا الذي يجمعنا.. وأظهرت فعالية قوته، لملك إيجابي مقدام، لا يعرف المستحيل، ولا يعرف التبرير.. صاحب عقلية متفائلة ومنجزة، في حزم وعزم، وقدرة على الاختيار، والتخيل والتفكير الابتكاري... ليُؤثر في المواقف ويغيره للأفضل، مرتئياً الفرص موجودة، فهو يتوكل على الله، لا متواكلاً، ويؤمن بقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأنفسهِمْ} (سورة الرعد، الآية 11).
فقد بدأ -حفظه الله- ببيته الداخلي بإجراءات وقائية، ليُطل على عالمه الخارجي قمة طارئة عبر الفيديو، قائداً لقادة مجموعة العشرين للدور المحوري في التصدي للآثار الاقتصادية لهذه الجائحة، واتخاذ تدابير «حازمة ومنسقة»، داعياً لدعمه الكامل لتنسيق جهود المجموعة مع منظمة الصحة العالمية وتمويل أعمال البحث والتطوير سعياً للتوصل إلى لقاح لفيروس كورونا، المؤثر سلباً على معدلات النمو واضطراب الأسواق المالية، والتي توقّعت مؤسسة «موديز» للتصنيف الائتماني انكماش إجمالي الناتج المحلي في دول العشرين مجتمعة بنسبة 0.5 %، على أن ينكمش اقتصاد أميركا 2 % والاقتصاد الأوروبي 2.2 %. ومن القمة النموذجية، هرعت كافة الدول مستنفرة قواها بحوافز مالية ضخمة، بددت مخاوفهم من عجز وديون قد يطول أمدها، وتتصاعد المخاوف فيها، متسائلين ماذا عن الدول الفقيرة التي تفتقد للمال والرعاية الصحية المناسبة؟..
يُمكننا القول إنها قمة تؤكد حماية الأرواح وتأمين الوظائف، لتخرج بضخ 5 تريليونات دولار لحماية لسوق الاقتصادي من آثار الجائحة، التي وقع في شباكها دولاً غزت الفضاء بعلومها، لتكون القمة القشة التي تنقذها من العار «بروح من التضامن والتكاتف العالمي».
إنها قيادة سعودية نهجها شريعة سمحة، وريادة سُليمانية عالمية، ورؤية ضيها ولي العهد الذي أرسى لها في القمة الأخيرة قواعد القيادة، بحضوره الفذ، وكيفية انتشال العالم دائماً وقت الأزمات، بما يحقق آمال الجميع، ويعزز دور الحكومات التي استنفرت طاقاتها، وتوحد جهودها لمواجهة ما لا تراه الأعين وفشلت في سيطرتها عليه، لتكون المملكة بحق في اختبار جديد، دائماً ما تخرج منه مُعلمة الجميع كيف تكون القيادة، ومن هو السعودي.