عبدالعزيز السماري
أوقف وباء كورونا حركة العالم، وأعاد عقارب الساعة إلى الخلف في الاقتصاد والحياة الاجتماعية، ومع ذلك ما زالت نبرة الهلع والتخويف أعلى من أرقام الموت بسبب الكورونا، وما زالت التحذيرات باستمراره لا تتوقف، وأنه سيستمر في اجتياح المجتمعات برغم من عشرات الدراسات التي أثبتت أنه لا يختلف عن الإنفلونزا في أرقام الوفيات ..
دخل بيل جيتس عالم الطب، وتناول في بيانه الأخير إعادة فتح الاقتصاد، لكنه لم يتخل عن إثارة الخوف، وأن العالم ينتظر سنوات من الألم، وتحدث بحماس عن اللقاح القادم، وهو لقاح الحامض الريبي، والذي يختلف في تصميمه عن اللقاحات التقليدية، فالهدف منه إعادة برمجة الجهاز المناعي ضد الفيروسات، وهي فكرة صُرف عليها المليارات، ويقف خلفها شركات أدوية عملاقة.
لكنها لم تثبت فعاليتها بعد، ولم يتم اعتمادها، إضافة إلى الخوف من آثارها الجانبية، والتي قد تنتج من التلاعب بالجهاز المناعي للإنسان، وربما تفسر هذه الوصلة من خطاب جيتس ما يحدث في أروقة وباء كورونا، وهل يمثل مرحلة جديدة لتدشين عصر اللقاحات الجديد.
صدرت دراسات عديدة من مختلف أنحاء العالم، وتؤكد أن معدل وفيات الكورونا لا يختلف عن الإنفلونزا التي تم تحويل وفياتها إلى كورونا، بسبب معايير تسجيل الوفيات التي لا تفرق بين الأسباب، وتضع كورونا السبب ولو لم يثبت ذلك، أو أن المريض توفي نتيجة لسبب آخر..
العالم لم يعد كما كان، فوسائل الاتصال الاجتماعي فتحت الباب للتشكيك بأرقام الكورونا، والمطالبة بالعودة إلى حياتهم الطبيعية، وقد بدأت بالفعل دول أوروبية في العودة إلى حياتهم الطبيعية بالتدريج، وسيبدأ الانفتاح في بقية العالم، والخروج من العزال الطبي بعد ظهور إشارات على إنحسار الوباء الغريب..
كان الصراع حول حقيقة كورونا لا يزال عالياً في الولايات المتحدة، ولعل السبب أن عدد القتلى لم يتغير في كل ولاية تقريبًا دون أي زيادة كبيرة على الإطلاق في الوفيات أو خدمات الجنازة في أي مكان. كذلك انتشار الفيديوهات التي توضح خلو المستشفيات من المرضى، وخروج شهادات أطباء معروفين عن حقيقة الوضع في المستشفيات، وأيضاً خرجت دراسات توضح أن غالبية المصابين أو حوالي 90 % ليس لديهم أعراض..
كذلك أوضحت الدراسة الكبرى من نيويورك، والتي شملت 5700 مريض أن الغالبية من مرضى الكورونا المنومين كان بسبب أيضاً أمراضهم المزمنة مثل الإيدز والتليف الكبدي وأمراض القلب والسرطان، فلماذا إذن لا تتوقف نبرات التخويف من هذا الفيروس على وجه التحديد ..يقول أنطوني فوشي: «فيروس كورونا سيكون معنا كل عام الآن، تمامًا مثل الإنفلونزا وعلينا مراقبته من حيث التعرض والمخاطر على أساس سنوي».
يبدو من الصورة الكبرى أن ما يحدث تهيئة أو مقدمة لعصر اللقاح الجديد، والذي بشر به بيل غيتس، لقاح الحامض الريبي، وهو مشروع طبي عملاق، ويبحث عن أمراض ليشفيها، وعن ضحايا لكي ينقذهم من الموت، وقد أصدق هذه الدعاية لو شاهدتهم يساهمون في علاج ضحايا الملاريا والحصبة والتيفويد في أفريقيا، والتي تقتل مئات الآلاف سنويًا..