المحليات - الجزيرة:
أكد الباحث المتخصص في القضايا الاجتماعية خالد الدوس أن فيروس كورونا أو الوباء العالمي الذي قذف الرعب في قلب منظمة الصحة العالمية وانتشاره في العالم دون سابق إنذار وتسبب بالتالي في خلق حالة من الهلع والخوف والرعب ليس في مجتمعنا فقط بل في دول العالم وذلك لخطورته على الصحة العامة..إنه وباء بكل المقاييس الطبية ليس على الصحة.. بل على نشاط وحيوية وروح وإنتاج الإنسان بعد أن غير نمط الحياة في جوانب عدة (أسرية واجتماعية واقتصادية وثقافية وصحية وبيئية).. وشدد قائلاً: إن (عودة الحياة لطبيعتها) مرة أخرى تتطلب الاستمرار في إجراءات العزل، والتباعد الاجتماعي والبقاء في المنزل والتمسك بتلابيب الخطوات الاحترازية..وعندما يصبح (الوعي) المجتمعي من أجل (الأمن الصحي) هدفاً سينهزم الفيروس ويوّلي الدبر..!
وأوضح قائلاً..إن الازمات والمحن.. مهما كانت مأساوية ومزعجه تحمل جوانب إيجابية فمثالا كورونا نجح في إعادة روح التآلف والتلاحم بين أفراد الأسرالسعودية والتي (بعضها) كانت تعيش حالة من (اللاتوازن) بسبب شدة رياح التغيرات الاجتماعية والتحولات الاقتصادية والتحديات الثقافية خاصة مع بروز وظهور شبكات التواصل الاجتماعية التي تسببت في رفع سقف العزلة الاجتماعية والتباعد الأسري الأمر الذي ساهم في غياب روح التلاحم الأسري والتضامن المنزلي وتأصيل مبدأ الترابط والتقارب بين أفراد الأسرة، ولذلك نحن مع تنفيذ التعليمات الوقائية والتدابير الاحترازية التي اتخذتها حكومتنا الرشيدة- اعّزها الله- ومنها حث المواطنين على البقاء في منازلهم ومنع التجول للحد من انتشار عدوى فيروس كورونا الجديد.. ليس لأنها فقط تحافظ على صحة وسلامة الأسرة السعودية ومن يقيم على أرض الوطن..! بل ساعدت أيضا على إعادة روح التلاحم وقيم الترابط بين أفراد الأسرة من جديد، وعودة أيضا لم الشمل فأصبحت الأسر بمنازلها في وقت واحد.. وسط أجواء اجتماعية صحية كادت أن تندثر ..!!تغمرها المشاعر الإيجابية من خلال إعادة ترتيب الجوانب (التربوية والحقوقية والحوارية والقيمية)في بيئتهم الحقيقية وليست الافتراضية بين الأبناء والوالدين داخل البناء الاسري بعد أن فقدت الأسرة الكثير من المعاني وقيمها السامية التي كانت تجتمع حولها، مبًيناً أن الاجتماع العائلي على طاولة الطعام التي كانت شبه غائبة قبل دخول هذا الفيروس الكوروني لمجتمعنا..!! له فوائد عدة وانعكاسات إيجابية في استقرار الكيان الأسري (تربويا ووجدانيا ونفسيا وسلوكيا واجتماعيا)،ومعروف وطبقا للدراسات الاجتماعية الحديثة أن اجتماع الأسرة على المائدة ولو مرة واحدة في اليوم يؤصل روح المودة والمحبة ويرفع مؤشر لغة الحوار المنزلي في قالبه الإيجابي وينمي المشاعرالوجدانية ويحقق التوازن النفسي والانفعالي والسلوكي، ويعزز من قيم الوعي في نفوس ووجدان الأبناء فضلا عن تعويد الأطفال على أهمية وجود وقت للأسرة وبالتالي يزيد من ارتباطهم بمفهوم الأسرة التي تشكل الأمان والحصن والاطمئنان للفرد، وكذلك زيادة شعور الأطفال بالمسئوولية تجاه وجودهم كأفراد ضمن هذه الأسرة، وارتباط الإخوة ببعضهم بعضا.
وشدد الدوس قائلاً: من الأهمية بمكان أن تستثمر الأسرة أوقاتها مع الحجر المنزلي الوقائي(المؤقت) بما يعود عليها بالنفع والفائدة .وبحول الله ستعود الحياة لطبيعتها في مجتمعنا المتماسك وتجاوز هذه الجائحة «بالوعي والتكاتف والصبر والتفاؤل وروح الايمان والثبات والالتزام بما يصدر من الجهات المعنية.