عبده الأسمري
سار في درب «الطب» ومضى في طريق «الطيب»، خاض غمار «الاستيفاء» فجنى ثمار «الوفاء» «وحصد» جوائز «الثناء»، ونال «بشائر» الاستثناء في حياة حافلة بالذكر والشكر.
بين «دال» المهنة و»استدلال» الحرفة» صنع «الأستاذية» بعقلية «المكافح» ووظف «الإنسانية» بمنهجية «المنافح».
إنه عضو مجلس الشورى السابق ومدير الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة الأسبق الأستاذ الدكتور عدنان البار -رحمه الله- أحد أبرز أطباء الأسرة والصحة العامة وأحد وجوه العمل الخيري والاجتماعي.
بوجه حنطي جاد المطامح ودود الملامح وعينان نضاختان بالود والجد وتقاسيم مكاوية تقاسمت مع والده «الأمان» واقتسمت من أمه «الحنان» وأناقة تعتمر البياض وترتدي التواضع وطلة زاهية الحديث باهية المعاني ولغة حجازية معتقة بروح «الطبيب» موثقة ببوح «اللبيب»، قضى البار من عمره عقوداً وهو يوزع «غنائم» التخصص ويقسم «مغانم» الخبرة مرتدياً رداءه الطبي، متوشحاً صفاءه الذاتي، مؤسساً لاتجاهات «النماء» الخيري، مسكوناً بحب «المساكين»، مشفوعاً بعشق «الوطن»، متوهجاً بأداء «القسم»، مبتهجاً بتوظيف «الرؤى»، ليكتب سيرته في دعوات «الخيرات» وينسج مسيرته في ومضات «الصالحات».
في جبل الكعبة صدحت بشرى «صباحية» بولادته على يد «القابلة» السعودية الأولى «لطيفة الخطيب»، فتراقص الحي «العتيق» على الخبر، وعلى ثرى «مكة» الطاهر ركض طفلاً بين أحياء الكعكية والحجون والزاهر، وأشبع قلبه بنظرات «الشوق» للحرم وعبرات «الاشتياق» لصحن الطواف مكللاً بأهازيج «الحجاز» مجللاً بأريج «الإنجاز» وهو يراقب «نداءات» الفلاح في حيه «العتيق» المكتظ بنفحات «الروحانية، حيث تروحن مع «نسمات» البكور المكية مخطوفاً إلى «صوت» الفلاح في مكبرات «الأذان»، منخطفاً إلى صدى الكفاح في مشاهد «الأمان» في حضن «الحطيم»، معتقاً بعمق «السكينة» في شربات «زمزم»، مولياً «سعيه» نحو الصفا، موجهاً «مساعيه» إلى المروة، متشرباً ذكريات «الطفولة»، مسربلاً بأمجاد «العائلة»، فكبر بين والد كريم علمه «لذة» اليقين سراً وعلانية وأم حانية أهدته «نشوة» التدين» تضرعاً وخفية.
في طفولته تعتقت روحه بحب التداوي وهو يراقب «المستوصف الباكستاني» في حارته الصغيرة وهو يداوي جراح الحجيج ويشفي آلام المرضى فارتسمت في قلبه «خارطة» الأمنية الأولى التي كتبها في كشكوله «الصغير» هامساً في أذن والديه بحب الطب الذي اعتمر وجدانه منذ السادس الابتدائي حتى نادته أسرته بالدكتور وهو طفل يسامر النجوم ببراءة الصغار موجهاً بوصلة أحلامه باكراً إلى العلوم الطبية والمعالم البحثية.
درس التعليم العام في مكة في مدارس الفيصلية والزاهر والعزيزية ماسكاً «قبضة» الانتصار بنتاج «التفوق» نحو العلم و«التشوق» حيث العمل، والتحق بجامعة الملك فيصل بالدمام ونال بكالوريوس الطب ثم الدكتوراه عام 1402 ، وحصل على زمالة الكلية الملكية ببريطانيا، ودرس بالجامعة كأستاذ وتعين مديراً عاماً لمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر، وابتعث ونال العديد من الشهادات العليا في مجال طب الأسرة والصحة العامة، واختير عضواً في مجلس الشورى وتمت إعارته للعمل مديراً عاماً للشؤون الصحية بمكة من عام 1422- 1425، وعمل أستاذاً في جامعة الملك عبدالعزيز حتى تقاعده. عمل البار رئيساً للمجلس العلمي لطب الأسرة والمجتمع بالهيئة السعودية للتخصصات السعودية، وله عشرات العضويات داخلياً وخارجياً، ونال العديد من المناصب بالجامعة وخارجها.
وكان للدكتور البار إسهامات علمية وبحثية وله 45 بحثاً علمياً في مجال تخصصه منشورة في مجلات علمية محكمة، وشارك في تأليف كتابين علميين في إطاره التخصصي، ويعد مراجعاً معتمداً ومستشاراً لمنظمة الصحة العالمية، وأسس وساهم في إنشاء وتميز جمعية زمزم للخدمات الصحية وغيرها من الجهات الخيرية.
توفى رحمه الله في 30 ربيع الأول من هذا العام 1441 ووري جثمانه مقابر المعلاة في تراب مكة التي ارتبط بها أبناً وشاباً وراشداً وشيخاً، ونعته كل أوساط «الإعلام» ووسائط «المعالم» تاركاً «أثره» في متون الدعاء مبقياً «تراثه» في شؤون العطاء.
حمل البار «لواء» العضويات في عدة جهات، بانياً «صروح» المهمات، موجهاً «الضياء» إلى عتمات «البيروقراطية»، مشعلاً «الشموع» في ردهات «الاعتيادية»، وسيظل في الذاكرة سفيراً فوق «العادة» للخير في سجايا وظفت معاني الابتهاج وخبيراً وزع «السعادة» كعطايا هزمت مطالب الاحتياج.
عدنان البار -رحمه الله- الوجه المكي والوجيه الحجازي وضع اسمه في «سجلات» العز ورسم وسمه في «مساجلات» الاعتزاز.