فهد بن جليد
حالة الإيجابية والتفاؤل السائدة مُنذ الإعلان عن الرفع الجزئي لمنع التجول الذي بدأ من صباح يوم أمس، وعودة بعض الأنشطة التجارية والاقتصادية ومُمارستها لأعمالها في فترة السماح ابتداءً من يوم الأربعاء المُقبل 6 رمضان، يجب أن تتحوَّل هذه الحالة المزاجية الإيجابية وتنعكس سلوكاً والتزاماً مُجتمعياً مسؤولاً بالحفاظ على الاشتراطات الصحية اللازمة بالتباعد الاجتماعي والبُعد عن الازدحام والحرص على النظافة الشخصية، فتلك الاشتراطات يتوقّع أن تظل لوقت طويل عادات طبيعية مُكتسبة لها فوائد عديدة.
رفع التجول الجزئي وتخفيف القيود أمر مُبشِّر بالخير، وهو ثمرة أولية للتدابير التي تم اتخاذها في الأسابيع الماضية، والتي كان لها أثر كبير في الوصول إلى موقفنا الحالي من (كورونا)، فالإجراءات الإيجابية الأخيرة تأتي تقديراً للمواطنين بالتخفيف عليهم لقضاء حاجاتهم، وهي لا تعني نهاية الوباء أو القضاء عليه، لذا لا معنى لأي نوع من الإهمال أو العودة للسلوك السابق قبل المنع من المُصافحة وحضور الاجتماعات والمُناسبات، علينا أن نكون على قدر من المسؤولية والحرص والانتباه على صحتنا، تعرضنا للشمس أمر مُفيد صحياً في كل الأحوال، وربما ساعد في الحد من انتشار الفيروس، العودة التدريجية للحياة مطلب للجميع فكلنا ننظر إلى النور في نهاية نفق كورونا، لذا هذه الخطوة الأخيرة تعني تماماً الثقة الكاملة في انتقال المسؤولية ووضعها على عاتق المجتمع والرهان على تصرفه الرشيد والعقلاني، في الاستفادة من هذه الفسحة بالتقيُّد بكل التعليمات والاشتراطات الصحية اللازمة، وهو فرصة لنجاحنا وإظهار مدى وعي المجتمع السعودي حتى عودة الحياة إلى طبيعتها بالكامل.
نحن بهذا الإجراء الإيجابي جداً ندخل مُنعطفاً جديداً في معركتنا للحد من انتشار (فيروس كورونا) ونفتح صفحة أخرى ملؤها التفاؤل والأمل، ونجاح كل الإجراءات المسؤولة والكبيرة التي اتخذتها المملكة، وسطَّرتها مُختلف الأجهزة في الحفاظ على المواطن السعودي وحمايته من آثار هذه الجائحة العالمية، فالمُتتبع للخطوات السعودية في الأشهر الأخيرة يدرك -بحمد الله- حجم ما بُذل من المال والجهد والعمل من أجل المواطن السعودي عندما شكّلت بلادنا رقماً صعباً في المسيرة العالمية للقضاء على (الفيروس)، ليُشار إليها بالبنان، وتتجه صوبها الأنظار سواءً للإجراءات الخاصة بتقديم الرعاية الصحية لكل من يعيش على أرضنا دون تفرقة، أو رعاية المواطن السعودي في كل مكان، أو حتى ما بذلته المملكة من جهود دولية عبر قمة العشرين أو ما قدمته من مساهمات مالية كبيرة لدعم الجهود العالمية في هذا الاتجاه، نحن اليوم نجني ثمرة التزام بتخفيف القيود، ونتطلع لالتزام جديد يؤدي لعودة الحياة لطبيعتها قريباً.
وعلى دروب الخير نلتقي.