صيغة الشمري
الكاريكاتير الذي نشره رسام «كاريكاتير» فلسطيني يصوِّر فيه حالة من التشفي والحقد الرهيب على الخليجيين بشكل عام بسبب اعتقاده بأن انخفاض أسعار النفط سيلحق الضرر بنا، وقد استقبل هذا الكاريكاتير بموجة عارمة من الاستهجان والاستياء الشعبي في كافة الأوساط الخليجية وكأنه عمل غير متوقَّّع يحدث لأول مرة من قِبل أناس لم يكونوا معنا في أي يوم من الأيام، نحن نعرف تمام المعرفة الشعوب التي تنظر لنا بحسد وتتمنى زوال نعمتنا وترانا بدواً في صحراء، وبأنهم عند أنفسهم أحق منّا بهذه الثروات التي منَّ الله علينا بها، أغلب الإعلاميين الفلسطينيين ومَن هم على شاكلتهم لديهم حالة انفصام مطعمة بعدم ضمير ونذالة منقطعة النظير لأنه في المحتوى الإعلامي الذي ينشره عنَّا يتجاهل الحقائق المثبتة حول دور بلادنا تجاه بلاده وقضية بلاده منذ أول يوم دخلت فيه العرب حرباً مع إسرائيل من أجل فلسطين، منذ العام 1948 ولدينا شهداء سعوديون استشهدوا على أرض فلسطين التي خانها أصحابها، مثل صاحب بيت يتفق مع حرامي لسرقة بيته ويذهب للوم جاره على عدم حماية بيته من السرقة، تمنيت أن يقوم إعلامي فلسطيني بعمل تقرير صحفي مثبت بالأدلة والحقائق والمستندات عن المساعدات المادية والعينية والسياسية التي قدمتها المملكة للشعب الفلسطيني وقضيته، لم نعد نستغرب هذا الحقد لدرجة أننا أصبحنا نستغرب منهم الوفاء ولم نعد نستغرب منهم النكران لأننا ببساطة تعودنا على ذلك ولم يعد يشكِّل لنا أي استغراب يُذكر، ومن المؤكد أني لا أقصد جميع الفلسطينيين، فهناك استثناء من الشرفاء الذين يعرفون ماذا قدمت السعودية لفلسطين وشعبها ولديهم وفاء وشعور بالامتنان لكل ما قدمته بلادنا لبلادهم، لا تستغربوا ما يقوم به بعض الفلسطينيين من الجحود والنكران، بل استغربوا لو قاموا بالوفاء لأنه ليس ضمن أخلاقهم، تخيلوا أن ذاك الكاريكاتير أعلن تضامنه معنا فستكون مستغربة ومفاجأة، أما وقد أتت مذمتنا من ناقص فهي شهادة لنا بكمال لا نبحث من ورائه عن ثناء من رسام كاريكاتير وضيع!