الرباط - «الجزيرة»:
قال الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، إن الأوبئة والكوارث الصحية والطبيعية والبيئية، التي تواجهها البشرية حالياً، ولا تؤثر فقط على التنوع البيولوجي، بل تهدد بقاء الإنساء على هذا الكوكب، قد تكون فرصة لتسليط الضوء على خطورة السلوك البشري تجاه البيئة، وتفتح باب الأمل في إعادة التفكير ووضع تصور لنموذج مجتمع بديل مختلف تمام الاختلاف، تكون فيه الأخلاق والإنسان والبيئة في قلب الاهتمامات.
جاء ذلك خلال مشاركة المدير العام للإيسيسكو في الاجتماع الافتراضي، حول تأثير الأزمات على العلاقات بين الناس والثقافات، والذي نظمته وزارة الثقافة في جمهورية أذربيجان ضمن عملية باكو الخاصة بالحوار بين الثقافات، وشارك فيه أبولفاس غاراييف، وزير الثقافة في جمهورية أذربيجان، والسيد ميغيل موراتينوس، الممثل السامي لمنظمة الأمم المتحدة لتحالف الحضارات، وعدد من الخبراء المتخصصين في حوار الحضارات والعلوم الإنسانية والاجتماعية.
وأكد المدير العام في كلمته أن النموذج الحالي، القائم على النفعية وتسيطر عليه العولمة، على وشك الخضوع لإعادة تقييم المستقبل والتحولات المستدامة انطلاقاً من مؤشرات التغيير الخاصة بثقافة كل منطقة جغرافية، وأنه من الآن يجب أن يكون إجراء التغيير مرتبطاً بالسياق، وأن يتم التوصل إليه وفق المنطلقات المحلية: «التفكير والتصرف محلياً، يؤثر عالمياً»، وهذا المنظور يسمح للمجتمعات، بما فيها مجتمعات العالم الإسلامي، أن تعتبر نفسها مشاركة ككيان واحد، عوضاً من إقصائها، فدعم هذه المجتمعات لأنفسها محلياً يمكنها من اكتساب الاستقلالية والكفاءة على المدى الطويل وفي مختلف المجالات.
وأشار الدكتور المالك إلى أن الإيسيسكو أطلقت مبادرة إنسانية عالمية، تحت مسمى (التحالف الإنساني الشامل)، لمواجهة الانعكاسات السلبية لجائحة كورونا ( كوفيد - 19 ) على المستويين الإقليمي والدولي.
وفي ختام كلمته اقترح المدير العام للإيسيسكو عدداً من آليات العمل لتعزيز التفاعل الثقافي، منها:
- إنشاء مرصد للاتجاهات الثقافية.
- رصد استراتيجي لأفضل الممارسات وقياس الأداء.
- إنشاء مختبر المستقبل المستدام لدعم عملية صنع القرار الاستراتيجي.
- إجراء البحوث والدراسات المستقبلية، مدعومة بالتقارير التي تساعد على التخطيط وصنع القرار.
- إقامة منتدى للأفكار، من خلال الندوات والموائد المستديرة وورش العمل التشاركية.
- دعم صنع القرار الاستراتيجي، بناء على منهجية استشرافية.
يذكر أن عملية باكو انطلقت بمبادرة من رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف، بهدف إقامة حوار فعال بين الحضارات والثقافات المختلفة، و»صدر إعلان باكو» عام 2008م.