د. أحمد الفراج
لا يكاد ذكر عضو مجلس النواب الأمريكي عن ولاية مينيسوتا، الهان عمر، يخبو حتى تعود من جديد، والهان شابة تم الدفع بها من قِبل لوبيات المصالح قبل أن تنضج، فهي تبدو في حالة فقدان توازن وارتباك وانفعال، وبالتالي فهي لا تتوقف عن ارتكاب الأخطاء، وتعتبر الهان أحد أبرز مخرجات تحالف الرئيس أوباما مع منظمة كير، أهم وأكبر المنظمات التابعة للتنظيم الدولي للإخوان في أمريكا الشمالية، ولذا فهي مقرَّبة للمنظمة ولرئيسها الفلسطيني، نهاد عوض، كما أنها على صلة وثيقة بحكومتي قطر وتركيا، وكانت آخر تجلياتها هي الهجوم الشرس على الرئيس ترمب، بخصوص تعامله مع وباء كورونا، واعتراضي ليس على نقدها بذاته، فأمريكا بلد ديمقراطي، وللكل الحق في ممارسة النقد، طالما أنه في إطار الحدود المتعارف عليها. هذا، ولكن ما تفعله الهان ليس نقداً، بل هجوماً بلغة وقحة، وسبق أن تم انتقادها من قبل بعض الديمقراطيين، بعد أن طفح بهم الكيل من كثرة أخطائها وخطاياها.
سبق أن نشرت مجلة الفورين بولسي مقالاً، أدرجت فيه تغريدة لي، انتقدت فيها الهان عمر، بعد أن تكرَّرت إساءاتها للمملكة، واتهمتني المجلة بالعنصرية! رغم أن مضمون ما كتبت هو أن معظم العرب والمسلمين، الذين يقيمون في الغرب، ثم يحصلون على الجنسية، ويفوزون بمناصب سياسية، يصبحون من ألدّ أعداء العرب والمسلمين، وهذه رؤية مبنيّة على حقائق وأرقام، وسبق أن كتبت عنها كثيرًا، إلا أن كاتبة مقال مجلة الفورين بولسي اتهمتني بالعنصرية! ولا أدري من أين استقت ذلك.
فلم أتعرض للون بشرة الهان ولا ديانتها، ولكنني لم أستغرب ذلك، فمعظم الإعلام الأمريكي حالياً يعيش فترة فقدان للبوصلة، ويهاجم ويدّعي ويستعدي ضد ترمب وحلفائه الإستراتيجيين في الشرق الأوسط، وكل من يعتقدون أنه يدور في فلك رؤيتهم، وإلا من يصدِّق أن مطبوعة أمريكية محافظة ستدافع عن سلوكيات الهان عمر، التي تخالف كل التقاليد المتبعة في خلافات الفرقاء السياسيين!