إبراهيم بن سعد الماجد
العالم الأول يقابله العالم الثاني، هكذا هو التسلسل الطبيعي، لكننا في هذا العالم، يقابل العالم الأول العالم المتخلف، ويلطّفه البعض بالعالم النامي.
العالم الأول يعني أن حياة شعوبهم مختلفة عن حياة شعوب العالم النامي، وأن تلك الشعوب تعيش في رفاهية مطلقة، وأن حكوماتهم تعاملهم معاملة إنسانية راقية، وأن.. وأن.. وأن، إلى آخر عبارات النرجسية الغربية التي كنا بكل صراحة نصدقها، بل إن بعضنا كان يتمنى أن يكون مواطناً غربياً، وكثير ممن تعلموا خاصة في الغرب صدّعوا رؤوسنا بهذا العالم المتقدم الحضاري ال.. ال.. من عبارات الثناء المطلق، بل لقد بلغ ببعضنا أن حصل على بطاقات إقامة مميزة، من أجل الحصول على تلك (المزايا)!! وسعى لأن تضع زوجته مولودها هناك لينال هذا الشرف!!
كنا نقول خاصة نحن السعوديين، إن بلادنا غير، وكان هناك ممن يقول أنتم (حبيبين) كناية عن إننا نقنع باليسير! وكلما قلنا عندنا كذا وكذا قالوا ولكن هناك ما لا يخطر ببالكم!
اليوم.. عرفنا ما هو الشيء الذي لا يخطر ببالنا، ولا ببال هؤلاء المخدوعين، ها هو العالم المتقدم.. العالم الأول.. العالم المتحضر، ها هم يتخلون عن أبسط حقوق الإنسان، ويعرضون حياة مواطنيهم لأعظم خطر، دون أي اكتراث! ها هم يتخلون عن مواطنيهم في الخارج، ويرفضون إعانتهم على العودة لبلادهم! بل بكل بجاحة يطالبونهم بمد أيديهم للجمعيات الخيرية في هذه الدولة التي يقيمون فيها!!
قصص وقصص لا يمكن للممجدين إلا أن يصمتوا إزاءها.
في المقابل دولتنا.. وماذا عساني أن أقول؟ من اللحظة الأولى وهي في حراك غير طبيعي، من أجل هذا المواطن، ليس في الداخل فحسب، بل وفي كل مكان من الكرة الأرضية، بل وشمل عطفها وعنايتها رعايا الأشقاء، دون منٍّ ولا بهرجة إعلامية.
حدثوني عن دولة تضخ عشرات المليارات في أيامٍ معدودات من أجل أن تبقى عجلة التنمية دون تأثر؟! حدثوني عن دولة تضخ عشرات المليارات من أجل ألا يتأثر دخل مواطن جراء تلك الجائحة؟!
حدثوني عن دولة تفتح كل قنواتها لسماع احتياجات أي مواطن؟!
حدثوني عن دولة تفتح كل مشافيها لأي إنسان يقيم على أرضها حتى ولو كان مخالفاً لقوانينها دون سؤاله حتى ولو عن صفته؟!
قولوا لي بربكم ألا تستحق منا هذه الدولة القنوت لها في خلواتنا بأن يعزها الله بعزه، وينصرها بنصره، ويديم على قائدها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الصحة والعافية، وينصرهما بالإسلام وينصر الإسلام بهما، ويديم ظلهما على هذه البلاد.
اللهم أدم علينا هذه النعمة، وزدنا منها واحفظها من الزوال.