«الجزيرة» - الرياض:
بدأ محبو نادي الهلال القلق على مستقبل ناديهم في ظل وصول نجوم الفريق الحاليين لذروة عطاءهم وبالتالي من المتوقع خلال الفترة المقبلة بعد أن أصبح عدد منهم على مشارف الثلاثين عاماً أن يبدأ عطاؤهم بالتراجع بعد عامين أو أكثر، ولعل المقلق في الأمر هو عدم بروز أسماء شابة جديدة، حيث إن آخر لاعب يعد من فئة اللاعبين الذين بإمكانهم اللعب كأساسي في الهلال هو محمد البريك والذي صعد للفريق الأول قبل خمسة مواسم حين أعير للرائد عام 2015، وبعد ذلك لم تقدم الفئات السنية للهلال أي لاعب باستثناء ناصر الدوسري الذي وخلال موسمين لم يستطع أن يفرض نفسه كلاعب أساسي في خارطة الفريق ولا حتى كبديل مفضل للنجوم الحاليين..
(الداعم الأول للمنتخبات يتراجع)
المقلق في الأمر أن الهلال الذي كان خلال سنوات ماضية هو الداعم الأول للمنتخبات في الفئات السنية كافة قد تراجع هذا العام عندما لعب المنتخب الأولمبي كأس آسيا 2020 دون أن يكون هناك أي لاعب من الهلال، كما أن المنتخب السعودي للشباب الذي تأهل لنهائيات كأس العالم 2019 الصيف الماضي ببولندا لم يكن فيه سوى لاعبين اثنين ولم يكونا يشاركان بصفة أساسية دائماً..
(لاعبو الهلال لا يستطيعون اللعب في أندية الوسط)
ولو راجعنا كشوفات الأندية السعودية التي تلعب في منافسات دوري المحترفين الممتاز وكذلك دوري الدرجة الأولى للاحظنا وجود عدد كبير من اللاعبين الذين تدرجوا في الفئات السنية للهلال دون أن يستطيعوا فرض أنفسهم في الفريق الأول ولذلك يتم تسريحهم وبالتالي يلعبون في أندية الوسط وأحياناً هذه المخرجات لا يستطيعون حتى اللعب في أندية الوسط في الممتاز ويذهبون لدوري الأولى والثانية.. وهنا نعرف جزءًا من المشكلة أن هناك إنتاج ولكنه دون مستوى الفريق الهلالي الذي طموحه دائماً أن يكون بطلاً للدوري ومنافساً وبطلاً لكأس القارة وهذا يحتاج لنوعية لاعبين مميزين ومختلفين، كما هم نجوم الفريق الحاليين الذين يسيطرون على أغلب تشكيلة المنتخب الأول.
(خلال عشر سنوات لاعب واحد فقط ولم يتدرج)
من المتوقع ألا تستطيع الفئات السنية للهلال أن تقدم عدداً كبيراً من اللاعبين كل عام يستطيعون إثبات أنفسهم في الفريق الأول، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه لماذا لا يكون هناك لاعب على الأقل كل عام يستطيع أن يبرز، لماذا لا يكون هناك لاعب كل عامين.. الحاصل حالياً أن فئات الهلال السنية تقدم لاعباً واحداً كل عشر سنوات.. فمنذ عام 2010 بداية بروز سالم الدوسري لم تقدم الفئات السنية للهلال لاعباً يستحق أن يلعب في الهلال إلا في عام 2015 وهو محمد البريك وبعد ذلك لم تقدم لاعباً بارزاً حتى الآن بإمكانه اللعب كأساسي أو احتياطي يعتمد عليه، ومن هنا نعرف أن الفئات السنية للهلال تقدم لاعباً واحداً كل عشر سنوات، علماً فمنذ عام 2010 بروز سالم وحتى 2020 لم يتم تقديم سوى محمد البريك علماً بأن الثنائي المشار إليه لم يبدأ من البراعم أو الناشئين بل كلاهما قد بدأ في الفريق الأولمبي..
(الوصول لتدريبات ناشئين وشباب الهلال شبه مستحيل)
من الملاحظ أن الوصول لتدريبات الفئات السنية للهلال صعب بل وصعب جداً جداً، حيث يشتكي عدد من الكشافين ومحبي النادي من عدم قدرتهم على التواصل مع إدارة الفئات السنية بالهلال وعدم قدرتهم تقديم المواهب للنادي، حيث إن إدارة الفئات السنية غير متعاونة وفق حديث بعض المحبين لـ «الجزيرة»، حيث يقول نايف العثمان (كشاف لاعبين وسبق قدم خالد عزيز للنادي): «للأسف لا يوجد تعاون من إدارة الفئات السنية، التواصل مفقود، بل نحضر إلى مقر النادي ولا نجد استقبالاً جيداً، وقدمت للنادي العديد من اللاعبين ولم يتم استقبالهم ولم يمنحوا حتى الدخول للتدريبات».
من جانبه قال المشجع الهلالي المعروف والمتابع للفئات السنية بالنادي مساعد الموزان: «العمل في الفئات السنية للهلال منذ أكثر من عشرة أعوام وهو عشوائي ويفتقد للتنظيم، ويتم إحضار مدربين دون المستوى، والمحسوبيات تنخر في هذه الفئات وكأنه تجمع أصدقاء، والدليل على هذا السوء ما يحصل من عدم تفريخ اللاعبين. وتسائل الموزان أين اللاعبين في الفريق الأول؟ نحن نشاهد آخر إنتاجية للاعب هلالي كانت الثنائي سالم والبريك وقد بدآ مع الفريق الأولمبي وليس للفئات السنية دور فيهم..
(المحسوبيات تنخر في جسد فئات الهلال السنية)
بات من الواضح أن مشكلة الهلال في الفئات السنية مشكلة ليست بسيطة، بل أن الأمر في الهيكلة الإدارية والفنية للنادي يزداد سوءًا، حيث إن هناك بعض الأسماء المستهلكة في الزعيم الآسيوي الكبير تتعامل مع النادي وكأنه شركة خاصة لهم وليس نادياً كبيراً ينتظر محبوه الذين يقدرون بالملايين إنتاجاً وتألقاً وعملاً، فمثلاً أحدهم يتواجد في فئات الهلال السنية منذ حوالي 25 سنة وتعددت أدواره بين إدارية وفنية وكذلك الأمر بالنسبة لمساعديه وغيرهم، الأمر لا يقف عند هذا الحد فأحد المسؤولين في الفئات السنية يضع ابنه إدارياً في ناشئي النادي وكذلك ابن الإداري السابق (....) يجد لنفسه مكاناً في شباب الهلال كأحد الإداريين، أما درجة الشباب فأحد المخضرمين قد قام بتعيين ابنه في صالة النادي، ونتساءل هنا هل لدى هذه الأسماء القدرة على الإضافة أم أنها مجرد محسوبيات أم أنهم يتعاملون مع النادي وكأنه من أملاكهم الخاصة؟ أسئلة كثيرة تطرح وإجابتها واضحة جداً وهي الملعب، فالملعب يشهد على فشل هذه الفئات السنية وعدم قدرتها على الإنتاج!.