صالح الهويريني

* يُعد الهلال من قلائل الفرق حتى على مستوى الوطن العربي التي ظل شعارها الأول وخلال أغلب تاريخها هو الاستمرار في تحقيق البطولات والإنجازات وحصد الألقاب، ولعل إحدى أهم المميزات التي يتمتع بها الهلال كفريق لا يرضى إلا في القمة هو أن مسيرته لا تتوقف.. ولا تتأثر سلباً بنكسة طارئة تعرَّض لها.. أو بعراقيل وُضعت في طريق حصوله على هذه البطولة أو تلك.

* نعم.. هذا هو (شعار الهلال).. وهناك حادثتان تعدان هما الأشهر، وهما أيضاً خير شاهد على حقيقة ذلك.. (الأولى) كانت في موسم 95هـ عندما تعرَّض لظلم تحكيمي واضح وفاضح في نهائي بطولة الدوري أمام النصر ولكنه رغم ذلك (لم يسقط.. ولم ينكسر)، بل ظل مستمراً في المقدِّمة، وفي حصد البطولات وعلى مختلف الأصعدة وتحت أي مسمى ومنها تحديداً (بطولة الدوري) التي حققها فيما بعد (9) مرات حتى بلغ رصيده (15) بطولة دوري وكأكثر فريق سعودي يملك بطولات رسمية برصيد (59) بطولة وبفارق كبير عن أقرب منافسيه.

* (أما الحادثة الأخرى) فهي حادثة (جريمة نيشمورا) في نهائي آسيوية 2014م، فعلى الرغم من (المذبحة التحكيمية) التي تعرَّض لها الهلال وشهد بها القاصي قبل الداني إلا أنه لم ييأس ومحاولاته استمرت من خلال بلوغ نهائي آسيوي 2017م، وعلى الرغم أيضاً من خسارته لهذا النهائي إلا أنه استمر يحاول حتى تمكَّن من الحصول على هذه البطولة من خلال نهائي آسيوية 2019م ومن أمام فريق أوراوا الياباني.. الأمر الذي يؤكِّد وفي النهاية أن الهلال (فريق غير) ومختلف عن أغلب الفرق في الوطن العربي وليس في المملكة فحسب.

* في المقابل.. هناك فرق أهدافها محدودة ووقتية إما بسبب فارق الطموحات والإمكانيات.. أو لعدم توفر كل أدوات التفوّق داخل صفوفها، أو لأنها تتأثر سلباً (وتسقط) من جراء أي حالة فشل تتعرَّض لها، ولهذا تجدها تغيب.. وتتوارى ولا تحقق بطولات إلا من خلال فترات متقطعة ومتباعدة للأسباب التي ذكرتها آنفاً، وربما أيضاً بفعل سوء النوايا.. وهذه الفرق (بالمناسبة).. هي تلك الفرق التي كثيرًا ما يتغنَّى أنصارها بإنجازاتها القديمة وتأصَّلت في نفوسهم ثقافة الظلم المزعوم.

الأهلي والاتحاد أول نهائي

* يُعد نهائي بطولة كأس الملك موسم 1398هـ الذي جمع الأهلي والاتحاد هو أول نهائي في هذه البطولة يجمع فريقين (من مدينة واحدة).. والسبب لأن منافساتها ابتداءً من موسم 1395هـ ومن خلال أدوارها التمهيدية كانت تبدأ (ببطولات المناطق) وكان من المستحيل ومن جراء ذلك أن يلتقي في النهائي فريقين من مدينة واحدة -وعلى اعتبار أن نهائي كأس الملك موسم 1396هـ جمع النصر والأهلي.. وفي موسم 1397هـ جمع الهلال والأهلي.. وفي موسم 1399 جمع الأهلي والرياض..

* مع العلم بأنه في موسم 1395هـ توقفت منافسات بطولة كأس الملك قبل مباريات دور الثمانية (ولم تستكمل) وذلك بسبب وفاة الملك فيصل -رحمه الله- وبعد وصول فرق الهلال والشباب واليمامة (الرياض حالياً) والاتفاق والأهلي والاتحاد وأحد والأنصار إلى هذا الدور (دور الثمانية) على حساب فرق النهضة والنصر والوحدة والفيصلي والسلام والجزيرة وعكاظ والكفاح..

* ولأن نظام تصفيات بطولة كأس الملك التي كانت تبدأ (ببطولات المناطق) قد انتهت توالت النهائيات التي تجمع فريقين من مدينة واحدة وعلى غرار ما حدث في موسم 1400هـ (الهلال - الشباب). وموسم 1401هـ (الهلال - النصر) وموسم 1407هـ وكذلك موسم 1409هـ (الهلال - النصر).. وقبل أن تتوقف هذه البطولة (كأس الملك) بنهاية موسم 1410هـ.

الأكثر جماهيرية

* الهلال يملك (59) بطولة رسمية وبفارق كبير من البطولات (محلياً.. وخارجياً) عن أقرب منافسيه، كما أنه من النادر أن يغيب عن منصات التتويج فضلاً عن أن أكثر من نصف البطولات حققها خلال العقدين الأخيرين -العصر الحديث- ولهذا من الطبيعي وبالمنطق.. والعقل.. والحيادية أن يكون هو الأكثر جماهيرية ليس في السعودية فحسب وإنما في منطقة الخليج، بل وفي الوطن العربي.. أما من ينسبون أكثرية الجماهير لناديهم وهو الذي عانى مراراً من النكسات والانتكاسات والابتعاد عن المنصات والبطولات فهم واهمون.. يحلمون وباتوا مثار سخرية للكثير من الرياضيين.

خاتمة

لقد أظلنا شهر كريم وموسم عظيم يعظم فيه الأجر، وتفتح فيه أبواب الجنة لكل راغب.. في هذا الموسم رمضان لن يكون كما اعتدنا عليه، سيكون مختلفاً جداً بلا منابر التراويح وأصوات الأئمة.. اللَّهم أعنَّا على صيامه وقيامه واجعله شهراً كله خير على بلادنا وعامة بلدان المسلمين.

اللَّهم ارفع عنَّا البلاء والوباء واحفظ بلادنا السعودية ووفِّق ولاة أمرنا واحفظهم وكن عوناً لكل الجهات المختصة، واغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين أجمعين، وصلِّ اللَّهم وسلِّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين.