عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة) يحل شهر رمضان المبارك هذا العام في وضع مختلف كليًّا عن جميع أشهر رمضان السابقة التي عشناها وعاشها بلدنا الغالي، وجميع بلاد المسلمين، وكل مسلم في جميع بلاد العالم. وبالتأكيد نبارك لهم جميعًا بحلول شهر الخير والبركة الذي أسأل الله أن يحل على الجميع وهو في صحة وعافية في ظل استمرار العزلة العالمية، والانكماش القصري في جميع مقومات الحياة بسبب استمرار مكافحة وباء كورونا، ولكن قد يكون في بلادنا ومملكتنا العظيمة أمر مختلف قليلاً عن البقية؛ إذ أكرمنا الله بخدمة بيته الحرام ومسجد رسوله -صلى الله عليه وسلم-، اللذين بالتأكيد سيفتقدهما المسلمون لأول مرة في تاريخنا الحديث، وسيفقدون فرصة أداء مناسك العمرة وزيارة مسجد رسوله -صلى الله عليه وسلم- في هذا الشهر الكريم، ولكن هذه إرادة الله التي قدرها علينا سبحانه، وكل ما تم عمله من عزل وإقفال وإلغاء ما هو إلا لصالح البلاد والعباد لعدم تفشي المرض القاتل الذي يعتبر الناس وقوده الذي يشعله عندما يجتمعون. وبالتأكيد إن تباعدهم وعزلتهم هما الوسيلة الوحيدة لإطفائه بعد توفيق الله.
ونُذكِّر دائمًا بالصدقات، وتلمُّس أصحاب الحاجات؛ فالوباء قد يُبعد الناس بالأجساد وعدم الالتقاء، ولكن بالتأكيد القلوب مع بعضها، والشعور والأحاسيس موجودة بين كل مسلم تجاه إخوانه وأقاربه وأصدقائه.
وفي شهر الخير، شهر المحبة، تعودت المجتمعات كافة، خاصة الرياضية منها، على تفعيل بعض الألعاب القديمة، والجلسات الاجتماعية، وبعض الأنشطة المسلية التي تكون بعد صلاة التراويح حتى ما قبل الفجر، خاصة لمن ليس لديهم ارتباطات دراسية أو عملية، ولكن بالتأكيد لن تكون في هذا الشهر الكريم والذي حل علينا اليوم، ونحن في وضع اجتماعي صعب، ولكن لا بد من تقبُّل الواقع، واتباع التعليمات لما يخدم الوطن ومَن فيه من مواطنين ومقيمين وضيوف. والحمد لله من قبل ومن بعد. وكل عام والجميع بخير، وأسأل الله أن يوفقنا جميعًا لصيام الشهر، وقيامه، وأن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين، يا رب العالمين.
نقاط للتأمل
- بالفعل شر البلية ما يُضحك؛ فبعد التحولات الجديدة الناتجة من التدهور الاقتصادي العالمي نتيجة وباء كورونا تُراجِع الاتحادات في معظم الدول سياسة الإنفاق والمصروفات، وتقليص أعداد اللاعبين المحترفين، وتخفيض مرتباتهم.. ولكن تجد مع الأسف مَن يروج ويختلق أخبارًا بأن أندية تفاوض وتسعى لإبرام صفقات جديدة بمبالغ خيالية رغم ما يشهده العالم من ركود في جميع المجالات.
- غادر بعض اللاعبين المحترفين في بعض الأندية لبلدانهم بعد أن أمضوا ما يقرب من 50 يومًا انتظارًا وجلوسًا في منازلهم، وغادروا. وبالتأكيد سيغادر البقية بدون أي معلومة مؤكدة لموعد عودتهم. وقد تكون المرة الأولى التي ستكون فيها إجازة اللاعبين تتجاوز 5 أشهر إذا افترضنا أن يُستأنف النشاط في شهر سبتمبر القادم. مع العلم بأن لا ملامح تلوح في الأفق حول عودة الحياة إلى طبيعتها قبل نهاية العام حسبما يؤكده المختصون في مجال الصحة والاقتصاد، ولكن فرج الله قريب، الذي لا يعجزه شيء في السماوات والأرض سبحانه، ونحن له عابدون.
- أصعب شيء في الحياة في وقتنا الحاضر هو الفراغ الذي من خلاله يجعل البعض يبحث عما يتحدث به ولو كان غير مفيد ومضيعة للوقت، وكلامًا لا يضيف شيئًا، مثل الرجوع للأرشيفات القديمة، والحالات الجدلية في أعداد البطولات، وطريقة تأسيس الكيانات، وعدد المشاركات. وهذه جميعها معروفة، ولا تحتاج لاجتهادات أو صراعات، ولكن أكرر هذه مشكلة الفراغ وغياب المحتوى.
- أحترم جميع اللاعبين الموجودين حاليًا أو مَن غادرونا. ودائمًا ما يكون حديث اللاعب مقياسًا لثقافته ووعيه وإدراكه.. والأهم من ذلك ثقته بنفسه، واحترامه للكيان الذي ينتمي له، ويرتبط معه بعقد، ولكن -مع الأسف- نشاهد لاعبين يتحدثون عن أنفسهم، ويضعون مقارنات مع لاعبين آخرين. وهناك من يتحدث عن نجوم، ويضع مقارنات بين لاعبين متميزين لدينا. وهذا أكبر دليل على الإفلاس، وترسيخ ثقافة النقص التي تعشعش في أدمغة البعض.
خاتمة
لكم مني أخلص الدعاء بأن يدفع الله عنكم البلاء والشقاء، وأن يحييكم حياة السعداء، وأن تملأ حسناتكم ما بين الأرض والسماء. حفظ الله بلادنا وقادتنا وعلماءنا وأبناء وطننا وجميع المسلمين في جميع الأوطان. ورمضان كريم، وكل عام وأنتم بخير.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم عبر جريدة الجميع (الجزيرة)، ولكم محبتي، وعلى الخير دائمًا نلتقي.