فهد بن جليد
شهر مبارك وصيام مقبول. أعتقد أن طرفة بن العبد لن يلومني لو وظَّفت شطر معلقته الشهير (ويأتيك بالأخبار من لم تزود) في وصف حال محترفي إرسال الأخبار عبر القروبات والرسائل، الذين تحوَّلوا هذا العام من تتبُّع أخبار رؤية هلال دخول شهر رمضان المبارك إلى تزويدك بمستجدات (فيروس كورونا)، وآخر أرقام الوفيات، ومؤشرات الإصابة العالمية مقرونة بالرابط المباشر الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية. وفي ظني إنه أكثر (رابط) وصلني في رسالة منذ صناعة الهواتف الذكية. ولا أعرف إلى أين سيصل بنا هؤلاء وأخبارهم المزعجة مع ظهور أعراض لزوم المنزل الأخرى؟
مؤخرًا فرضت نقطة (مسح صحي) على الطريق الرابط بين المطبخ والصالة في منزلي؛ ليخضع كل مخالطي (المدام) لفحص كورونا باستخدام (مكبر العيون)، وأنا أدندن على وقع أغنية (عيونك كورونا وقلبك صيني) اللهم إني صائم؛ والسبب هو خبر وصلني من جماعة (طرفة بن العبد) الكورونية يقول: إن العلماء الصينيين اكتشفوا أن (العيون) هي المكان الأنسب لاختباء وتكاثر (فيروس كورونا) أطول وقت ممكن في جسم الإنسان؛ وهو ما يصعّب مهمة اكتشافه مع اعتماد تقنيات الفحص الحالية وأخذ مسحة من القناة الأنفية. مستشهدين بحالة عجوز بقيت في المستشفى 20 يومًا دون ظهور الأعراض أو اكتشاف الفيروس في أنفها، بينما وجدوه لاحقًا يتكاثر في العين (ويا عين يا لليل). اللهم إني صائم للمرة الثانية. المشكلة أن دراسة أمريكية أخرى تؤيد ذلك، وتقول إنه ثبت بالفعل اكتشاف (فيروس كورونا) في دموع المرضى. وعلى رأي سعد علوش (يا دموع العين قلبي وش خطاه) اللهم إني صائم مرة أخيرة.
تناقُل أخبار كورونا ومستجداته الطبية تحديدًا يجب أن يكون بحذر، ويُترك للجهة الصحية المخولة بذلك. الأمر ليس مزحة، والوضع لا يحتمل المزيد من الاستهتار والتشويش بكثرة تداول الأخبار الصحيحة والشائعات. وبينما أنا منهمك في كتابة مقالي هذا داخل المنزل يبدو أن (محفظتي) تخضع الآن لعملية تفريغ من جميع المبالغ المالية وبطاقات السحب من قِبل (لجنة عائلية)، ترتدي ملابس الوقاية من كورونا بقيادة المدام. ابنتي الصغرى تواسيني، وتوضح الموقف (وسخ دنيا ينقل البكتيريا). الله يلطف، شكل الأخبار الصحيحة حول (نقل النقود للفيروس) وصلت إلى هواتفهم هذه المرة.
وعلى دروب الخير نلتقي.